للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو مغشَّى بثوب حِبرة (١) فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبَّله (٢) [ثم بكى] فقال: بأبي أنت وأمي [يا نبي الله] [طبت حيًّا وميتًا والذي نفسي بيده] [لا يجمع الله عليك موتتين] (٣)

[أبدًا] [أما الموتة التي كُتبت عليك قد مُتَّها] [ثم] خرج وعمر رضى الله عنه يكلم الناس فقال: [أيها الحالف على رسلك] [اجلس] [فأبى فقال: اجلس فأبى] [فتشهد أبو بكر] [فلما تكلم أبو بكر جلس عمر] [ومال


(١) وفي رواية للبخاري: وهو مسجَّى ببرد حبرة. البخاري برقم ١٢٤١, ومعنى مغشى ومسجى أي مغطى, وبرد حبرة: نوع من برود اليمن مخططة غالية الثمن. الفتح ٣/ ١١٥.
(٢) أي قبّله بين عينيه كما ترجم له النسائي. انظر: الفتح ٣/ ١١٥, وانظر: ما نقله ابن حجر من الروايات في أنه قبّل جبهته. الفتح ٨/ ١٤٧.
(٣) قوله: لا يجمع الله عليك موتتين: فيه أقوال: قيل هو على حقيقته وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال .. ؛ لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى .. وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها, وقيل أراد لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره إذ يحيا ليسئل ثم يموت, وهذا أحسن من الذي قبله؛ لأن حياته - صلى الله عليه وسلم - لا يعقبها موت بل يستمر حيّاً والأنبياء حياتهم برزخية لا تأكل أجسادهم الأرض, ولعل هذا هو الحكمة في تعريف الموتتين ... أي المعروفتين المشهورتين الواقعتين لكل أحد غير الأنبياء. انظر: فتح الباري ٣/ ١١٤ و٧/ ٢٩ ..

<<  <   >  >>