وأرسل شنودة برقية تهاني إلى السادات يحي فيها جهوده الرائعة لأجل السلام وختم تهنئته في البرقية بترشيحه للسادات لنيل جائزة نوبل للسلام ..
وفور توقيع السادات لاتفاقية السلام نشرت مجلة الكرازة في ٢٣ مارس ١٩٧٩ إعلانا بفرحتها بالمعاهدة .. مما دفع السادات للمبادرة بإرسال وفد إلى بابا الأقباط النصارى شنوده يدعوه لإعداد وفود قبطية لزيارة القدس تدعيما لجهود السادات لسياسة السلام والتطبيع مع إسرائيل والَّتِي باركتها الكنيسة في أعقاب اتفاقية السلام والَّتِي على أساسها وعد السادات بيجن بأنه لا يمانع من زيارة الأقباط النصارى للقدس .. وكان الرد بمثابة صاعقة للسادات حيث اعتذر شنودة بابا الأقباط النصارى عن أعداد أي وفود قبطية للحج إلى القدس أو حتَّى زيارتها حيث قال لمبعوثي السادات:(أرجوكم إبلاغ الرئيس أنني لا أرى الوقت مناسبا لتنفيذ اقتراحه) ..
وضع هذا الرد المفاجىء السادات في حرج .. وضع مؤسف مع قيادات إسرائيل الَّتِي وعدها بقدوم وفود قبطية للحج وزيارة بيت لحم والقدس في إطار مجهودات التطبيع بين مصر وإسرائيل ..
حرج لم يفهم السادات مغزاه غير أن شنودة خدعه عندما أعلن مباركته للسلام ثم وضعه في حرج مع إسرائيل وعلى المستوى الإقليمي والعالمي ..
جهل السادات وسلطاته الذي أعماهم عن الإلمام بشئون الكنيسة والتحري عن أحوال قيادتها ونزعاتهم وولائهم ومخططاتهم لم يسعفهم لكشف لغز مباركة شنودة وكنيسته للسلام مع إسرائيل وفي نفس الوقت رفضه للذهاب للقدس وهي تحت السيادة اليهودية ..
إغفاء الدولة عن مسئولياتها تجاه دولة غالبيتها مسلمة اعماها عن معرفة انتماء شنودة وكنيسته ورهبانه لجماعة الأمة القبطية المتطرفة الَّتِي تعتبر اليهود على قائمة أعدائها وكذلك المسلمين .. الاثنين في سلة واحدة ..
اليهود لمسئوليتهم عن صلب المسيح وعدم اعترافهم به ..
والمسلمين المصريين لاعتناقهم الإسلام بعد المسيحية ..
لم يفهم السادات أن مباركة شنودة للسلام بين اليهود والمسلمين لادخالهم لحلبة المصارعة واحكام المواجهة بينهم والتربح والاستفادة من أموال الصهاينة وطعن المسلمين بهم .. والإضرار بالمسلمين .. وكذلك تمويل التيارات الرافضة لهذا التطبيع (تمويل من الباطن) ..
لم يعلم السادات وسلطاته ووزارة داخليته المبدأ الذي يعتنقه شنودة وكهنته ورهبان جماعة الأمة القبطية المؤسسين لكنيسته .. المبدأ والشعار الذي يدين له شنودة بكل كيانه والقائل:(اطعن عدوك بخنجره أو بعدو لكما) ..