مات زعيم الأمة الذي عرفوا كيف ينتزعوا منه كل ما أرادوه لترسيخ وجودهم وسيطرتهم على الكنيسة القبطية ..
مات عبد الناصر في توقيت انقلاب بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس على مبادئهم وأفكارهم وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذي رسمه وعينه كيرلس السادس بها ..
وتولى الحكم ألد أعدائهم أنور السادات الذي كان يمقت الراهب متَّى المِسكين وفكره وتلاميذه وكان يلقبه بالراهب الشيوعي .. كما كانت الجماعة المسيطرة على مقاليد الحكم بالكنيسة تخشى من استعانة بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بالسادات للتدخل في تفعيل سلطاته لضمان استقرار الكنيسة ..
وزاد كهنة الكنيسة المعارضين لكيرلس السادس قلقا وكذلك رهبانهم من قيادات الجماعة من تولى السادات الحكم والذي أشيع عنه أنه كان أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ألد أعدائهم على مستوى مصر والأخير على مستوى تصنيفهم لأعداء الكنيسة .. وشبهات حول توجهاته السياسية المخالفة للفكر والمنهج الناصرى اللاديني في الحكم ..
ولأول مرة أصبحت جماعة الأمة القبطية أمام خطر حقيقي يهدد أمنها وتواجدها ومن الممكن أن يسلبها نفوذها وينزع عنها كل النجاحات والإنجازات الَّتِي حققتها وقد تجعلها هباءا منثورا .. وكان على جماعة الأمة القبطية بقيادة رهبانها بأديرة الصحراء الغربية المحركين الأساسيين للسلك الكهنوتي الحاكم للكنيسة القبطية أن يتخذوا اجراءات وتحركات سريعة فعالة وحازمة لتخطى تلك المرحلة الخطيرة من مراحل جماعة الأمة القبطية ...
[الموت بالجملة]
بموت عبد الناصر أصبح الأمر لا يحتمل أي تأجيل لأي قرارات تخدم مصالح ووجود جماعة الأمة القبطية .. وكان لابد لهم من أخذ خطوات أكثر سرعة وجرأة من تلك الَّتِي حدثت عهد الأنبا يوساب الثاني .. الأمر في هذه المرة يختلف ..
البابا المراد انتزاعه كيرلس السادس هو أحد كبار المعلمين والمروجين لفكر الجماعة سابقا .. وكان اليد العليا لرهبان الجماعة وأبرز وأهم الشخصيات الَّتِي أخلصت لها .. وهو اعرف الموجودين بكل الأمور والأسرار الَّتِي تخص فكر الجماعة ومخططاتها وأهدافها وكل ما يخفى على الآخرين .. البطء في اتخاذ قرارات لإزاحة بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس وكذا بابا إثيوبيا المعين من قبله سوف يتيح الفرصة لحدوث تطورات بالكنيسة لا تتفق مع أهداف الجماعة وقد تودى بها ..