ولأول مرة منذ إنشاء الكنيسة القبطية يتم اعتماد السحر كوسيلة أساسية للسيطرة على أمور الكنيسة .. لم تكن المرة الأولى الَّتِي يستعين بعض العاملين بالسلك الكهنوتي بالسحر داخل الكنيسة .. ولكنه كان يقتصر على فئة قليلة تستخدمه بالسر دون تعميمه .. حيث التعاليم المسيحية تحرم السحر وتعتبره كفر صريح ودرب من دروب إبليس .. وملعون كل من يمارسه .. ولكن قيادات الكنيسة القبطية الجديدة وبتعليمات من رهبانها بالأديرة لجأت إلى السحر كتعويض عن الأمور الروحانية الَّتِي يفتقدها رجال الكنيسة وكيرلس السادس وحاشيته ..
لذا خصصت دورات تدريبية لبعض الأساقفة والرهبان والعاملين في السلك الكهنوتي مما يتمتعون بمواهب وقدرات شخصية لتقبل علوم السحر مثلما فعل الراهب مينا المتوحد (بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس) ..
وكانت تلك الدورات يشرف عليها كبار رهبان الجماعة بالأديرة ممن توارثوا علومها من اليهود واتقنوا فنونها .. وكان كيرلس السادس بارعا في هذا المجال .. ليس في مجال استخدام العين فقط .. بل لجأ لطرق أخرى كثيرة مما يستخدمها السحرة على المسارح .. فكان يستغل فترة الأعياد والمناسبات الكبرى والَّتِي تشهد تجمعات كبيرة من الأقباط النصارى ليقوم بخداع العامة من رعايا الكنيسة والبسطاء بمساعدة معاونيه .. والذين كانوا يعطوه بعض المعلومات الخاصة ببعض المتواجدين من الأشخاص في احتفالات الكنيسة والذي يعرفون أحوالهم ومشاكلهم .. وبعد مراقبته والتأكد من ملامحهم والإلمام بالظروف المحيطة بهم .. يخرج على رعاياه .. ثم بعد تأديه الطقوس الخاصة بالصلاة أو الاحتفالات يتوجه بنظره إلى أحد الحضور ويطيل إليه النظر ثم يخبره بمشكلة له .. والَّتِي لم يبح لأحد بها إلَّا أثناء الاعتراف لأحد آباء الكنيسة والذي بدوره نقلها لبابا الأقباط النصارى .. فيهلل الحضور والجموع ويتسابقون لتقبيل يده وقدمه للتبرك به ونيل محبته ورضاه ..
وكان حريصا على تكرار هذا الأسلوب ومفاجئة الحضور بخبر يخص أحد المتواجدين لا يعرفه إلَّا صاحب الشأن ... (وطبعا رجل الكنيسة الذي يبوح له هذا الشخص بالسر أثناء الاعتراف أسبوعيا أو كلما ألمت به مشكلة) ..
ومنها على سبيل المثال هذا الحدث عندما توقف كيرلس السادس فجاة عن الكلام وأشار إلى زوجين من الحضور وسط جموع غفيرة من رعايا الكنيسة وكانا حزينين لفقد ابنهما .. قائلا (إنتم زعلانين لأن ربنا افتكر ابنكم) ليبشرهما بحمل الزوجة في هذا العام .. وذهلا لمعرفة البابا بظروفهما .. ولم يكن الزوج يعلم بحمل زوجته وذهلت الزوجة حيث لم تكن متيقنة ولم تبح إلَّا لأبيها في الكنيسة .. وهلل الجموع وبكى الزوجان من الفرحة .. وفور إنجابها للطفل ذهبا به إليه ليختار له اسم