ما إن تولى البطريرك كيرلس السادس الكنيسة القبطية المصرية حتَّى استتب الأمر لجماعة الأمة القبطية لحكم الكنيسة .. فالبطريرك الجديد ما هو إلَّا واجهة لرهبان الجماعة يعمل بإخلاص على تنفيذ تعاليمهم والأخذ بكل ارشاداتهم .. وقام بتعيين تلامذه رهبان الجماعة في مناصب كهنوتية وكنائسية وقيادية .. ورويدا رويدا بدأ في احلال رهبان الجماعة القبطية والموالين لها من رجال الدين خلفا لحرس الكنيسة القديم من رجالها عهد بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني ... في البداية لم يكن الأمر باليسير حيث كانت هناك جبهات من رجال الكنيسة ورهبانها القدامى يرفضون منهجه وانتماءاته .. وكان صعبا عليهم المثول لأوامره وخططه في إدارة الكنيسة القبطية فلجأ إلى اعنف القرارات بعزل الكثير من المعارضين له ونفيهم للأديرة البعيدة والَّتِي تحت سلطان وإدارة رهبان الجماعة الإجرامية .. الذين كانوا لا يتورعون في التخلص من المعارضين لحكم الجماعة بالقتل أو النفي مدى الحياة في حجرات انفرادية بسراديب سرية ملحقة بالأديرة ..
لذا لم تكن وفاء قسطنطين ولا مثيلاتها هي الأولى الَّتِي طبق عليها هذا التصرف الإجرامي بنفيها إلى أحد الأديرة تحت سمع وبصر وتجاهل السلطات والحكومة بسبب اعتناقها الإسلام .. ولكن سبقها بعشرات السنين إلى تلك المجاهل البعيدة والأوكار الَّتِي تسمى بالأديرة الكثير من رجال الكنيسة القبطية ليس لأنهم اعتنقوا الإسلام بل لاعتناقهم المسيحية من منظور الكنيسة القبطية وتعاليمها والخروج عن فكر جماعة الأمة القبطية المرتدة عن قوانينها ..
لم تكن الأديرة برؤية قيادات تلك الجماعة المنحرفة غير سجون ومنفى وحجرات تعذيب لكل من خالفهم بعيدا عن سلطات الدولة ونفوذها .. حيث لا تخضع تلك الأديرة لأي نفوذ ولا تفتيش ولا متابعة من قبل الدولة ..
فهي دول داخل الدولة ..
لها إداراتها وقوانينها وسلطاتها المنفصلة وقضاتها وجلاديها وقبورها أيضًا ..
ليس هناك رادع لقياداتها إذا أرادت تنفيذ حكم القتل والإعدام لأي معارض لها ودفنه بأرض الدير .. كما فعل بكثير من البطاركة المعارضين من عهد كيرلس الخامس إلى يوساب الثاني ..
تلك الأوكار الإجرامية البعيدة عن السلطات والَّتِي في مجاهل الصحراء هي فوق أي قانون وكل قانون .. حتَّى إن أحد الرهبان المشلوحين حاليا والفارين منها والذي تحول إلى البروتستانت يتعجب بقوله .. ما حاجة رهبان تركوا الدنيا من