ومع بداية تولى الأنبا شنودة الثالث أخلص تلامذة جماعة الأمة القبطية العنصرية منصب بابا الكرازة المرقصية القبطية الأرثوذكسية بمصر بدأت معها أكثر مراحل الجماعة خطورة وعنصريه وإجراما في حق كل ما هو غير قبطي مسيحي .. وأحداث ومؤامرات حاكتها الكنيسة ودبرتها بسرية ومكر ودهاء نستعرض بعضها باذن الله ومع كل البدايات نبدأ بفتح ملف بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شنودة الثالث رقم ١١٧ خلفا لكيرلس السادس.
ولد الأنبا شنودة الثالث في قرية سلام بمحافظة اسيوط بصعيد مصر ولم يمضى وقت قصير على ميلاده حتَّى توفيت أمه وهو رضيع إثر إصابتها بحمى النفاس .. وتولت رعايته وإرضاعه سيدات مسلمات ومسيحيات من جيرانه بكل طيبة وشهامة أهل الصعيد ..
وكانت صدمة أهله بموت أمه عقب ميلاده أكبر من أن يهتم أحد باستخراج شهادة ميلاد له .. ولم تمضى فترة قصيرة على وفاة والدته حتَّى تزوج أبوه .. ولم يهتم أحد بتسميته ولا توثيق تاريخ ميلاده حتَّى كاد بمرور الوقت أن يصبح ساقط قيد .. وبعد مدة لا نعلمها بالتحديد تم استخراج شهادة تسنين له من أحد الاطباء والَّتِي بموجبها تم استخراج شهادة ميلاد له بتاريخ ٣ أغسطس ١٩٢٣ باسم نظير جيد ..
ولم تكن فترة طفولته تلقى اهتمام كاف من أهله بعد زواج والده غير رعاية أهل قريته مسلمين ومسيحيين والذين أحاطوه بكل الحنان والرعاية عوضا له عن وفاة أمه ..
واصطحبه اخوه الأكبر للإقامة معه بدمنهور بمحافظة البحيرة إحدى محافظات الوجه البحرى بشمال مصر والقريبة من الإسكندرية .. وما أن ترك نظير جيد (الأنبا شنودة حاليا) بيته وقريته وأهلها الطيبين بصعيد مصر حتَّى بدأت رحلته مع الحياه .. رحلة من المحطات والتنقلات بدأها بسن صغيرة طاف خلالها بلاد وبيوت .. رحلة لم يعرف من بدايتها الاستقرار ولا الأمان ولا الأنس الحقيقي الذي يألفه ويطمئن له ..
بدأ رحلة كانت لها أسوأ الأثر على شخصيته ونظرته لأمور الحياه وتحليلاته لها وقراراته المستقبلية .. لم تخلو أي حياه من الجوانب المضيئة ومن المآسي أيضًا مهما كانت قسوة الظروف المحيطة بها ..