وبغياب الأنبا يوساب الثاني خلت الساحة لجماعة الأمة القبطية الإجرامية المتطرفة ذات النفوذ في غفوة القانون والسلطات عن جهل أو تجاهل .. ليفقد رجال الكنيسة القبطية من الحرس القديم عهد الأنبا يوساب الحماية الَّتِي تمكنهم من اتمام عملية ترشيح بطريريك جديد خلفا للأنبا يوساب في جو من الأمان دون تهديدات شباب جماعة الأمة القبطية الجامعيين تلامذة رهبانها القابعين بأديرة مشبوهة .. بعضها سحب الاعتراف به والبعض الآخر في مجاهل الصحراء بعيدا عن العيون .. ولكن لم تصفى لهم الأمور بسهولة رغم تهديداتهم الإجرامية لارغام رجال الكنيسة على تنصيب أحدهم ..
وتمسك كبار السن من رجال الدين الأقباط النصارى بتعاليم وقوانين الكنيسة القبطية .. وفتح باب الترشيح .. دخلت الكنيسة بعدد من رجال الدين كبار السن ورشح أتباع الجماعة ثلاثة من رهبانها من الشباب الجامعيين المتحمسين والمسممين بتعاليم الجماعة العنصرية الإرهابية المتطرفة .. وعلى رأسهم الأب متَّى المِسكين (الذي عزله الأنبا يوساب قبل اختطافه بخمسة أشهر والذي اتهم في حادثة الاختطاف) .. والراهب أنطونيوس السرياني (الملقب حاليا بالأنبا شنودة وأحد تلامذة الراهب متَّى المِسكين المخلصين) .. والراهب مكارى السرياني (الأنبا صموئيل فيما بعد) وهو أيضًا أحد تلامذة متَّى المِسكين في دير السريان .. واستبعدوا الثلاثة من قبل رجال الكنيسة القبطية الذين أظهرو تمسكهم بتعاليم وقوانين الكنيسة بكل قوة .. لأن قوانين الكنيسة لا تنطبق على أي من الثلاثة .. حيث أن تعاليمها وقوانينها تشترط أن يكون البطريرك من كبار السن وأمضى سنوات طويلة في سلك الرهبانية حتَّى يليق بتلك المكانة الروحانية ويكون أيضًا جديرا بالمسئولية عن رعايا الكنيسة ورجالها .. شأن كل بطاركة الكنيسة السابقين البابا يوساب الثاني والبابا مكاريوس الثالث وقبله البابا يؤانس التاسع عشر وأيضًا البابا كيرلس الخامس وجميعهم بلا استثناء كانوا من كبار السن منذ أن أنشئت الكنيسة القبطية إلى نهاية عهد الأنبا يوساب الثاني .. وبممارسة الضغوط وبمساعدة اصوات رجال الدين المواليين للجماعة تم اصدار لائحة ١٩٥٧ وتشترط أن يكون المرشح قد تجاوز ١٥ عام في الرهبانية .. لتعطى الفرصة للراهب متَّى المِسكين وآخرين من جماعة الأمة القبطية للترشيح والفوز .. ومرة أخرى استبعد الراهب متَّى المِسكين حيث اسقطت السنوات الَّتِي عوقب فيها وطرد اثنائها من سلك الرهبانية .. وبذلك أصبحت مدة رهبانيته أقل من ١٥ عاما ..
كل تلك الأحداث والكنيسة القبطية تحكمها لجنة كنائسية وما زال الصراع قائم من قبل رهبان الكنيسة ورهبان الجماعة لتنصيب بطريركا جديدا خلفا للأنبا يوساب .. وتدفع الجماعة بالراهب مينا المتوحد من تلامذة رهبان الأمة القبطية المخلصين والمعلمين لتعاليمها .. وهو أيضًا معلم الراهب متَّى المِسكين والأب الروحي له والذي تتلمذ الأخير على يده في دير مار مينا بمصر القديمة والذي سحب الاعتراف به وطرد الرهبان منه .. ورغم انطباق شرط عدد سنوات الرهبنة ١٥