للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحتى لا يثير الشبهات عن اعتناقه لتلك الأفكار كان يفضل الوحدة والابتعاد عن مجالسة المحيطين به حتَّى لا تستفزه الآراء بالإدلاء بمكنون صدره من تغيرات في منهجه العقائدى ..

استمر سنوات قليلة على هذا النهج .. ليقرر فجأة الرحيل إلى حياة الرهبانية والصحراء طالبا الوحدة والعزلة .. تاركا موقعه المرموق في الشركة وسط ذهول كل من عرفه وحسده على تلك المكانة الَّتِي كان يتمتع بها في هذا السن الصغير .. وتلك الفرص والحظوظ الرائعة الَّتِي لازمته ..

ولم تستطع معه المحاولات من أهله ورفقاء العمل أن تثنيه عن قراره .. ويمضى تاركا وظيفته ومكانته وبيته وكل من عرفهم وذهلوا وفوجئوا بقراره وليودعوه لحياه جديدة اختارها في سبيل أهداف وأفكار تملكت من كل كيانه ..

ويمضى ليقضى عاما داخل أسوار الدير .. ليتم ترسيمه في كنيسة السيدة العذراء الأثرية الملحقة بدير السيدة العذراء في ٢٥ فبراير ١٩٢٨ .. وصلوا عليه صلاة التجنيز (الصلاة الجنائزية الخاصة بالأموات والرهبان) لتنتهي حياته السابقة .. ويحذف اسم عازر يوسف عطا ليصبح اسمه الراهب مينا البراموسي وتنقطع صلته بحياته الأولى ..

البطاقة الشخصية لعازر يوسف عطا (مينا البراموسي) ثم (مينا المتوحد) ثم (كيرلس السادس) البطريرك الـ ١١٦ فيما بعد.

<<  <   >  >>