اختياراهم للأسماء الفرعونية والعادات والأعياد والمناسبات الفرعونية .. حتَّى احتفالاتهم بعروس النيل أسوة بأفعال الفراعنة وكلها أمور كان ينكرها مسيحيُّو الرومان وحرمها الإسلام منذ فتح مصر ..
ويرون في اختيار الأقباط النصارى للأسماء الملعونة مثل رمسيس وهو فرعون مصر عهد موسى وعدو الله وكذلك أسماء آلهة الفراعنة الوثنين مثل إيزيس وحورس وغيرهما جرأة على الله وتحدى له وحب للفراعنة يطغى على مسيحيتهم .. حتَّى أنهم كانوا يبنون الأديرة القبطية فوق المعابد الفرعونية وأماكن تواجدها .. ويحتفظون بالكثير عن أسرار السحر المتوارث عن الفراعنة وكذلك خرائطهم والنبش في قبورهم وإحياء لغتهم واستخدامها في التخاطب بينهم .. والتماس الرزق في العمل في آثارهم والتفاخر بالانتماء إلى الفراعنة الملعونين حتَّى أنهم استبدلوا كلمة مسيحيين بلفظ أقباط من فرط ولعهم بالفراعنة الكفرة والمشركين .. وما زال إلى الآن هذا المعتقد من مسيحي الكنائس المسيحية خارج مصر .. وما زالت تلك نظرة مسيحييهم لأقباط مصر وكنائسها.
ولم تكن أيضًا المرة الأولى الذي يتهم فيها الأقباط النصارى ذاتهم رهبان آخريين منهم بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم الأقباط النصارى أنفسهم مؤسس الرهبانية الأب أنطونيوس في القرن الثالث والرابع الميلادي بأنه كان أول من ابتدع مبدأ لاهوت المسيح وأدخله ضمن عقيدة الكنيسة ..
حيث كانت هناك مذاهب مسيحية لاتؤمن بفكرة لاهوت المسيح وكانت لهم أناجيلهم وكانوا يسمون بالمسيحين المصريين الآريوس - الأرِيسِيِّيِن - وكانوا يحكمون كنيسة الإسكندرية ..
وباختراق أتباع الراهب أنطونيوس قديما للكنيسة تم نقل فكرة لاهوت المسيح عنه وترسيخها على الاعتقاد الذي عليه كنيسة الأقباط النصارى إلى الآن .. حيث طلب أساقفة الإسكندرية من الراهب أنطونيوس عام ٣٥٠ م أن يخرج من عزلته ومغارته ويحضر إلى الإسكندرية للحديث إلى الأقباط النصارى وإقناعهم بلاهوت السيد المسيح .. وهذا ما فعله فخرج من مغارته بالصحراء وكان عمرة مائة عام واستقبله أتباعه بالإسكندرية الذين كانوا يترددون عليه ومهدوا له ومكث أيام قليلة بالإسكندرية .. قيل أنه سحر الناس بخطبه وكلامه وأقنعهم بلاهوت المسيح على المفهوم القبطي الآن .. وأن مرجعيته لم تكن اعتمادا على الإنجيل بل من كل كلمة خرجت منه واعتبروها قيلت بروح القدس على لسانه واتخذوها دستورا لحياتهم وكنيستهم إلى الآن .. وأنه كان سببا في انقسام الكنيسة وقتها وانشقاق كنائس أخرى أرثوذكسية رفضت مقولته وتعاليمه ..
وعودة للراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) .. والمسمى بالأنبا كيرلس فيما بعد بعهد عبد الناصر.