للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضًا تأثر بعض رجال الدين من ذوي المكانة الكهنوتية الكنائسية بفكر تلك الجماعة الضالة مما كان له تأثير كبير على أتباعهم .. وأصبح لهم نفوذ داخل الكنيسة بمساعدة أصحاب النفوذ من العلمانيين المسيطرون على المجلس المِلِّي والشئون المالية للكنيسة .. ومارسوا كل الضغوط على قيادات الكنيسة حتَّى أصبحوا يتحكمون في عزل البطاركة ونفيهم إلى الأديرة كما فعل أوائل رهبان الجماعة القدامى عندما نفوا بابا الأقباط النصارى كيرلس الخامس إلى دير البراموس التابع لهم بوادي النطرون ومساعده الأنبا يؤانس إلى دير الأنبا بولا بالصحراء الشرقية .. ثم إعلان العصيان بقيادة القمص سورجيوس أحد اعمدة الجماعة على البطريرك يؤانس وعدم الاعتراف به عهد الملك فؤاد .. ثم ترشيح الأنبا مكاريوس والانقلاب عليه عندما رفض تطبيق تعاليمهم ولكنه لم يتحمل ضغوطهم فترك البطريركية واعتزلها إلى الدير .. وقيل أنهم ارغموه على التنازل عن كرسي البابوية ونفوه اجباريا إلى الدير .. ثم جاءت مرحلة البطريرك الجديد الأنبا يوساب الثاني ..

ووضحت ملامح اختراق فكر جماعة الأمة القبطية للكنائس من الدروس التحريضية لنشر مفهوم العداء والكراهية لكل من هو غير منتمي لكنيستهم .. والتربص بمصائب الآخرين والفرح بالمكاره الَّتِي تحل عليهم مثلما يحدث الآن عندما تقرع الأجراس فرحا كلما حلت مصيبة أو سوء بالمسلمين وصدق الله تعالى في قوله:

{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}

لم تعد تكفيهم أن تقرع أجراسهم يوم الأحد .. بل كلما نزل بالمسلمين السوء تجدهم من شدة غبطتهم وفرحهم يزغردون بأجراسهم في أي يوم وبأي وقت .. غير قادرين على إخفاء أو تأجيل مشاعر الشماتة والحقد {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ..

أبادت كهنتهم المحبة والمسيحية من قلوبهم وكنائسهم .. أخرسهم الله وأخرس أجراسهم وسلط عليهم جنود أولى بأس شديد ... اللهم آمين

وما أن ارتقى رهبان تلك الجماعة العنصرية مناصب قيادية بالأديرة حتَّى فتحوا أبوابها لعودة جميع مواليهم من الرهبان الموقوفين والمطرودين .. وتم ترسيم رهبان جدد من اعضائهم .. فدخل الراهب مينا البراموسي وتلاميذه أحد الأديرة .. وتم قبول وترسيم تلاميذه رهبان بالدير .. ثم انتقل وتلاميذه إلى دير مار مينا بمصر القديمة وكان أن اطلق على نفسه الراهب مينا المتوحد (واسم مينا هو أحد ملوك الفراعنة الوثنيين الأوائل وهو مينا موحد القطريين) .. وأصبح يمارس كامل حريته في تلقين الرهبان دروس عن فكر تلك الجماعة وينمي قدراتهم المعنوية للتأثير على العامة من الأقباط النصارى .. وتدريبهم عن كيفية استخدام إمكانياتهم للوصول بالجماعة إلى تحقيق أهدافها .. وزادت زيارات قادة الجماعة من الرهبان القدامى من معلمي

<<  <   >  >>