فللسيدة العذراء مكانتها العظيمة في قلوب المسلمين كما في قلوب النصارى بل ويزيد عنهم .. رغم أنهم اجتمعوا على محبة السيد المسيح وآمنوا به ولكنهم اختلفوا على نظرتهم العقائدية له ..
المسلمون يؤمنون به كنبي ورسول من الرسل أولى العزم جاء بالإنجيل ومصدقا بالتوراه ومؤمنا بالأنبياء والرسل من قبله ومقر بعبوديته لله الواحد القهار ومبشرا بنذير ونبي ياتي من بعده اسمه أحمد ..
والأقباط النصارى يؤمنون به وبالله في السماء وبالروح القدس ثلاثتهم كإله واحد ..
إذ اختياره للظهور لن يكن محل توفيق بل قد يزيد الأوضاع سوءا .. وكذلك سيكون الحال إذا اختير أحد القديسين .. هم يريدون أن يجتمع المسلمون والمسيحيون على شخصية واحدة أحبوها وتملكت من جوارحهم .. بصرف النظر على الافتراء والكذب عليها وادعاء ظهورها بالباطل؛ إن الموتى لا يعودون إلَّا يوم القيامة ..
ولم يكن يمضى على النكسة شهور حتَّى أخذت الفكرة حيز التنفيذ بإخراج شيطاني {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} ...
واكتملت الحبكة القصصية الَّتِي أذاعت اكتشاف العمال في جراج النقل العام المواجه لكنيسة العذراء بالزيتون - والذي بنيت عليه الكنيسة الجديدة الآن!! - أثناء خروجهم سيدة تنزل من على القبة الرئيسية فصرخوا: حاسبي ياست لاحسن تقعي .. وإذا بهم يكتشفون أنها السيدة العذراء ..
لم يكذب الرئيس عبد الناصر وحاشيته الخبر .. طبعا حسب أحداث الفيلم ..
وبسرعه تركوا مشاغل الدولة وذهبوا ليعسكروا جميعًا في منزل أحد تجار الفاكهة المواجه للكنيسة في انتظار ظهورها الساعة الخامسة صباحا .. " معذرة لم تسعفني المصادر في التحقق إذا كان لديهم علم من السيدة العذراء بميعاد مسبق لظهورها أو أنه كان مفاجىء تطلب من رئيس الدولة الإقامة والتفرغ لأي احتمال لظهورها " ..
وأعتقد أن الأمر كان يحتاج مزيد إلى الحبكة .. لكن للحق بمقياس تلك الفترة وفي تلك الظروف المضطربة فإن الحبكة الفنية كانت لحد ما بارعة ومؤثرة ..
وإذا بالرئيس والكنيسة يعلنان ظهور السيدة العذراء فوق قبة كنيسة العذراء بالزيتون في أوقات العتمة وليس بالنهار حتَّى يتمكن الجميع معاينة النور .. ولاقت الفكرة والتجربة نجاحا عظيما ..
{سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوَهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}.