فإذا بالبيان تلك المرة من المقر البابوي بالقاهرة يعلن:" أنه منذ مساء يوم الثلاثاء ٢ أبريل عام ١٩٦٨ الموافق ٢٤ برمهات سنة ١٦٨٤ " تتوالى ظهور السيدة العذراء أم النور في الكنيسة الأرثوذكسية الَّتِي باسمها بشارع طومان باي بحيّ الزيتون ..
وانتهى البيان ولكن تلاه شرح من رجال الكنيسة عن الأماكن والمواعيد وأيضًا الحالة الَّتِي تكون عليها أم النور وأشكالها .. فهي أحيانا تظهر بالجسم الكامل وأحيانا بالنصف العلوي ومرة ببروفيل الوجه وأخرى جانبية كاملة ..
وهكذا وصل الأمر بهؤلاء السفلة المضلين .. الدجالين المفتريين من رجال النظام والكنيسة بالتغطية على أفعالهم الإجرامية المنحطة بالزج باسم السيدة العذراء في أباطيل وأكاذيب وادعاءات أظهرتها في أشكال وأوضاع محبكة فنية وبإضاءات مختلفة الشدة كما لو كانوا يستعرضون مانيكان أو عارضة أزياء .. مستغلين حب أهل مصر البسطاء الطيبين من مسلمين ومسيحين لشخص السيدة العذراء ومكانتها في النفوس ..
ولو تأملت البيان البابوي تجد هناك تاريخين الأول الميلادي المعروف عالميا .. والثاني تاريخ قبطي خاص فقط بالكنيسة القبطية والذي يبدأ من عصر الشهداء كما يسمونه والذي قتل فيه مسيحي الرومان مئات الأقباط النصارى وأبادوا بلاد باكملها في إسنا واخميم للقضاء على بذور الكنيسة القبطية لكي يقتلعوها من جذورها .. حيث كانوا يعتبرونها كنيسة شيطانية وثنية وليست مسيحية .. في عز الأوقات الحرجة والكنيسة لا تتخلى عن عنصريتها وتلحق بالتاريخ الميلادي ذكر التاريخ القبطي في بيانها الصادر من المقر البابوي .. ويتضمن البيان كما وصفته كنائس الغرب الكاثوليكي والبروتستانتي بأنه استخفاف بالعقول أن تحدد السيدة العذراء مواعيد وأماكن ظهورها وتطلع إدارة الكنيسة والمقر البابوي بها .. وتختار الكنائس المسماه باسمها والَّتِي تخص تحديدًا الكنائس القبطية دون غيرها من الكنائس المسيحية ..
وسارعت كنائس الغرب بإعداد حلقات تصويرية تمثل حالات ظهور العذراء بكنائسها ببلدان كثيرة خارج مصر والَّتِي فاقت بإمكانياتها وحبكتها الفنية مثيلتها بكنائس الأقباط النصارى .. حتَّى أصبح الأمر محل تندر الصحف الغربية واليهودية الَّتِي سخرت من تلك السذاجات الَّتِي يصوغها نظم الحكم ببلداننا ..
وتناول اليهود هذا الأمر بسخرية شديدة وتبادلوا النكات موجهين لها الدعوة لزيارة إسرائيل لتهنئتهم بالنصر على إثر رد رجال الكنيسة على استفسارات الصحف الغربية عن سبب ظهور السيدة العذراء في كنائس الأقباط النصارى الأرثوذكس تحديدًا وفي هذا التوقيت من تاريخ مصر ..
وكانت إجابة كهنة الكنيسة أن السبب رغبة أم النور في تعزية الرئيس عبد الناصر والمصريين مسلمين وأقباط عقب أحداث النكسة الأخيرة ..
وتكتمت الصحف المصرية الَّتِي كانت تحكمها الحكومة على تلك الأخبار .. وتناثرتها كنائس الكاثوليك والغرب مكذبين تلك الأباطيل ومؤكدين على استحالة ظهورها بالكنائس القبطية