ورغم أن قيادات تلك الجماعة القبطية المتطرفة والمنحرفة عقائديًا كانوا من الرهبان ورجال الدين القليلين المنشقين الذين افتتنوا بأفكار الراهب أنطونيوس المخالفة لمنهج كنيستهم الأم .. إلَّا أن دعوتهم كانت تجد الكثير من الصعوبات .. لم يكن الطموح وتقضية المصالح بالأسباب الكافية لاجتذاب المتدينين من الأقباط النصارى المخلصين المرتبطين بتعاليم كنيستهم الأم والمواظبين على حضور الصلوات والتواصل مع آبائهم من رجال الدين .. والذين يحترمون عهود الكنيسة القبطية مع المسلمين منذ أن فتحت مصر ..
ورأى الكثير أن الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والأفكار الهدامة لتلك الجماعة قد يؤدى إلى انهيار العلاقات الطيبة مع المصريين المسلمين والَّتِي دامت قرون طويلة من الصفاء وحسن العشرة والمحبة والتواصل البناء .. لذا فإن دعوة الجماعة العنصرية صادفت الكثير من الصعوبات ورفض شديد من رجال الكنيسة وأتباعها المتمسكين بتعاليمها ..
فلجأت قيادات جماعة الأمة القبطية المتطرفة إلى تركيز دعوتهم على الطبقة المتعلمة من الشباب القبطي الطموح من طلبة المدارس والجامعات وحديثي التخرج .. المتأثر بالتيارات الفكرية العلمانية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وغيرها السائدة في ذلك الوقت والبعيده عن مناهج الكنيسة .. وممن يقل وعيهم الديني بالتعاليم المسيحية لعدم مواظبتهم على حضور الصلوات والتواصل مع الكنيسة .. فكان من السهل اجتذابهم والتأثير عليهم بمفاهيم جديدة تساعدهم في طموحاتهم وتحقيق الذات ..
وأصبح هناك عامل أساسي يجمع بين أعضاء وأتباع الأمة القبطية وهو غرس مفهوم الغيرة الشديدة على الكنيسة القبطية ومحاولة إنقاذها من أنياب أعدائها .. لذا فإن دافع العداء لغير القبطي الأرثوذكسي هو الوازع الأساسي وراء الانتماء لفكر هذه الجماعة تحت ستار الدين والعصبية والتطرف ..
حتى أخذهم التطرف إلى تصور أنهم جنود يسوع الذي وكل إليهم مهمة استعادة كنيسة الرب في مصر وإعادة بنائها وتوسيع نفوذها وسلطانها وتطهيرها من أيّ وجود سواها ..
وقد يصعب عل الكثير التصديق بأن معظم الأقباط النصارى من مثقفي مصر وذوي المناصب العليا في شتَّى المجالات وخاصة الصحافة والخارجية وحتى من الوزراء الأقباط النصارى هم ممن ينتمون قلبا وقالبا لفكر تلك الجماعة المتطرفة ... (جماعة الأمة القبطية) .. بل من الأعضاء المهمين الذين يوكل إليهم المهام الكبيرة الصعبة للعمل لصالح الجماعة ..