للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعمل هذه الطائفة الخبيثة شرع في دين الله غير مأذون به من الله وكل ما كان كذلك فهو مردود ومذموم لقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: ٢١] فمن زعم أنَّ ما تفعل هذه الطائفة المحدثة من ضرب القضيب والتواجد والرقص واستماع الغناء والشبابات حسن ومندوب إليه يكون قد شرع في دين الله ما لم يأذن به الله عز وجل، والله قد منع ذلك وأبين من هذا أن من شرع شرعًا لم يأذن به فهو صاحب شرك؛ لأن اتّباع الشرع عبادة والمعبود رب فمن لا رب له إلا الله فهو لا يتبع إلا لربّه عز وجل، ولماء جاء عنه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن له ربّ غير الله تعالى فإنّه متّبع له، ولما شرع عنه فمعبود أهل الرقص والسماع من شرع لهم الرقص والسماع أعاذنا الله وإيّاكم [ق ٤٤ /أ] من ذلك. وقد جاء في القرآن النهي عن الرقص قال الله عز وجل: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: ٣٧] وقد ذمّ الله عز وجل المختال ونهى عن الرقص أشد من الخيلاء وأشدّ من المرح والبطر. أولسنا قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في السكر، فما لنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل؛ لاجتماعهم في الإطراب وهل يحسن يا إخواني بمن يريد الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم صائر إلى إحدى الدارين أن يشمص بالرقص تشميص البهائم (١)، ويصفق تصفيق النسوة عند حضور المرد ألا وهل شيء يرزي (٢)


(١) شَمَصَ الدَّوابَّ: طَرَدَهَا طَرْداً نَشيطاً أو عنِيفاً، وانظر القاموس المحيط، ومختار الصحاح وتهذيب اللغة وغيرها.
(٢) أي يلجئ ويصير، قال الأزهري في "تهذيب اللغة": " وَقَالَ شمر: إِنَّه ليُرْزِي إِلَى قوّةٍ، أَي: يَلجأُ إِلَيْهَا؛ وأَنشَد قولَ رؤبة:
يُرْزِي إِلَى أَيْدٍ شَديد إيَاد

وَقَالَ اللَّيْث: أَرْزَا فلانٌ إِلَى كَذَا، أَي: صَار إِلَيْهِ، وَالصَّحِيح تركُ الْهَمْز".

<<  <   >  >>