بذوي العقل والوقار ويخرجهم عن سمت الحلم والأدب بأقبح من ذي لحية أن ينفذ كالدب عند استماع الأغاني خصوصًا إذا كان ذا شيبة على وقاع الألحان مع الاستماع إلى أصوات الأغاني من النساء والمرادان فإذا تمكن الطرب منهم في حال رفضهم جذب أحدهم بعد الجلوس ليقوم معه ولا يجوز على مذهبهم الخبيث للمجذب أن يقعد، فإذا قام قام الباقون تبعًا له، وإذا كشف رأسه كشف الباقون رؤوسهم موافقة له، وهذا قبيح وجهل منهم [ق ٤٤ / ب] شرع لهم هذا القبيح ولا يخفى على عاقل أن كشف الرأس مستقبح، وفيه إسقاط مروءة وترك أدب، وما ذاك إلا من هوى نفوسهم الخبيثة استحوذ عليهم، فاستفزهم، أعاذنا الله إيّاكم يا إخواني مما يصم وبصرنا وإياكم بما يعصم (١)، وأقول شعرا: