للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذوي العقل والوقار ويخرجهم عن سمت الحلم والأدب بأقبح من ذي لحية أن ينفذ كالدب عند استماع الأغاني خصوصًا إذا كان ذا شيبة على وقاع الألحان مع الاستماع إلى أصوات الأغاني من النساء والمرادان فإذا تمكن الطرب منهم في حال رفضهم جذب أحدهم بعد الجلوس ليقوم معه ولا يجوز على مذهبهم الخبيث للمجذب أن يقعد، فإذا قام قام الباقون تبعًا له، وإذا كشف رأسه كشف الباقون رؤوسهم موافقة له، وهذا قبيح وجهل منهم [ق ٤٤ / ب] شرع لهم هذا القبيح ولا يخفى على عاقل أن كشف الرأس مستقبح، وفيه إسقاط مروءة وترك أدب، وما ذاك إلا من هوى نفوسهم الخبيثة استحوذ عليهم، فاستفزهم، أعاذنا الله إيّاكم يا إخواني مما يصم وبصرنا وإياكم بما يعصم (١)، وأقول شعرا:

شيوخ الخبز باللهو استطالوا ... وأمكنهم مقالهم فقالوا

وكثر من سوادهم أناس ... دعاهم حظّ أنفسهم فمالوا

قد اتبعوا شيوخ الخبز قومًا ... إذا رأوا الطبيخ عليه صالوا

تراهم دائرين على القُرايَا ... إذا ما جال أشقاهم وجالوا

على هوائهم تبعوه طرا ... وكل مآل جهل فيه آلوا

أطاعوه على فعل المناهي ... وطال بهم وهم إذ ذاك طالوا

غدوا سكرى خَبارَى تابعوه ... قد ارتكبوا الحرام ولم يبالوا

بما تبعوا لدجال كذوب ... عليهم مستحيل ما استحالوا

وقد خسروا به ما لم يتوبوا ... نصوحًا توبة لله نالوا


(١) بالأصل: " يعصهم".

<<  <   >  >>