للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآية [التوبة: ٩٢] وهو مريض فقلنا: جئناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال عرباض: إن رسول الله عليه السلام صلى بنا صلاة الغداة، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم، فوعظنا موعظة بليغة زرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله إن هذه موعظة مودّع فما تعهد إلينا، فقال عليه السلام: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي سيرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ» (١). قال القاضي بو بكر رحمة الله عليه: "في هذا الحديث [ق ٤٨/ ١ مكرر /أ] علوم كثير [ة] يحتاج إلى علمها جميع المسلمين ولا يسعهم جهلها منها: أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم بما أمره الله تعالى به من تقواه ولا يعملون بتقواه إلا بالعلم، قال بعض الحكماء: وكيف يكون متقيًا من لا يدري ما يتقي. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يتّجر في أسواقنا إلاّ من فقه، وإلا أكل الربا شاء أو أبى" (٢). قلت: فعلى جميع المسلمين أن يتقوا الله تعالى في أداء فريضته واجتناب محارمه.


(١) صحيح - أخرجه الآجري في "الأربعين" (ص/٩٤) (٨) وفيه الوليد بن مسلم يدلس ويسوي، وقد صرح في بعض الطرق بالتحديث لنهاية السند، إلا أنه دلس تدليس العطف في آخره، وللحديث طرق أخرى، ولأطرافه شواهد يصح بها.
(٢) لم أقف عليه مسندا.

<<  <   >  >>