قلت: فهوانا بحمد الله ومنّه تبعًا لما جاء به نبيّنا صلى الله عليه وسلم (١) وأهل الحوادث والبدع هواهم تبعًا لما لجاء به الجهّال أهل الابتداع والضلال وأهل الرقص واستماع المحال من غلاتهم المخالفون للكبر المتعال، وسيندمون إذا حلّ بهم النكال وعجزوا عن جواب السؤال وغضب عليهم من تفرّد بالعزّة والجلال وآلوا من غضبه إلى شرّ مآل مضوا مع المقرنين إلى شياطينهم في السلاسل والأغلال. وأقول شعرا:
سيندم كل مبتدع إذا ما ... أقيم حسابه ممّا أتى به
ويندم من ذنوب موبقاتٍ ... رآها مثبتات في كتابه
يقوم مناقشًا منها حزينًا ... إذا أخذ المهيمن في حسابه
ولا مال لديه ولا بنون ... له نفع به غير اكتسابه
وليس له صديق أو حميم ... ليوم الحشر ينجى من عذابه
إذا جوزي بما اكتسبت يداه ... من الأعمال عدا عن صوابه
فيا من ضمر العصيان بادر ... وتب قبل الممات من ارتكابه
فإن الله تواب رحيم ... يحبّ بأن يرى الخاطي ببابه [ق ٥٢ /أ]
ويقبل توبة العاصي إذا ما ... رآه إليه أقبل في انصبابه
وبادر قبل تدركك المنايا ... ويأتيك المؤجل باقترابه
سيندم من يموت على المعاصي ... إذا وافى القيامة في انقلابه
(١) وقد فسر ابن رجب الهوى هنا بمعنى المحبة فقال في " جامع العلوم والحكم " (٢/ ٣٩٥): (وأما معنى الحديث، فهو أن الإنسان لا يكون مؤمنا كامل الإيمان الواجب حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي وغيرها، فيحب ما أمر به، ويكره ما نهى عنه).