(٢) ولابد من تقييد الخروج هنا بما يوقعه في الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، أو البدع المكفرة، قال الشيخ المنجد: " إتباع الهوى ليس على منزلة واحدة، فمنه ما يكون كفرا أو شركا أكبر، ومنه ما يكون كبيرة، ومنه ما يكون صغيرة من الصغائر. فإن اتبع هواه حتى قاده إلى تكذيب الرسول، أو الاستهزاء به، أو الإعراض عنه، فهذا مشرك شركا أكبر. وهكذا كل من قاده الهوى إلى ارتكاب ما دلت الأدلة على أنه شرك أكبر أو كفر أكبر، كدعاء الأموات، أو جحد المعلوم بالضرورة، أو ترك الصلاة، أو استحلال الزنا أو الخمر. وإن اتبع هواه فحلف بغير الله تعالى، أو راءى بعمله، فهو مشرك شركا أصغر. وإن اتبع هواه ففعل بدعة غير مكفّرة فهو مبتدع. وإن اتبع هواه ففعل كبيرة كالزنا أو شرب الخمر من غير استحلال، فهو فاسق. وإن اتبع هواه ففعل صغيرة، فهو عاص غير فاسق.
وبهذا تعلم أن إتباع الهوى يقود إلى أمور متفاوتة، فلا يصح أن يقال: إن من اتبع هواه فهو كافر بإطلاق ... ).