للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: فأهل البدع هم الذين يخرجون على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بآرائهم وأهوائهم، وأهل الرقص والسماع من غلاتهم (١) تعالى عمّا يقولون علوًّا كبيرًا، وقال إبراهيم النخعي رحمة الله عليه: "لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مسحوا على ظفرٍ لما غسلته ألتمس الفضل في إتباعهم" (٢). وفي لفظ قال: "لو بلغني أنّهم لم يجاوزوا ظفرًا لما جاوزته وكفى بقوم وزرًا (٣) أن يخالفوا أعمالهم" (٤). [ق ٥٢ / ب] وروي عن عبد الله بن عمرو بن عوف [عن أبيه] رحمه الله أن النبي عليه السلام قال: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي كَانَ لَهُ الأَجْرُ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٍ" (٥).


(١) وهذه مبالغة منه رحمه الله، بل هم من جمله العصاة، وبدعتهم غير مكفرة إلا إن قادهم ذلك إلى الوقوع فيما يخرجهم من الملة كما سبق التنبيه عليه.
(٢) أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (١/ ٣٦١) (٢٥٤).
(٣) كذا بالأصل، وفي الإبانة: " إزراء".
(٤) أخرجه ابن بطة في المصدر السابق نفس الموضع برقم (٢٥٥).
(٥) إسناده ضعيف – أخرجه الترمذي في "سننه" (٤/ ٣٤٢) (٢٦٧٧)، وقال: حسن، وابن ماجه في "سننه" (١/ ٧٦) (٢٠٩، ٢١٠)، وعبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (ص/١٢٠) (٢٨٩)، والبزار في "مسنده" (٨/ ٣١٤) (٢٣٨٥، ٢٣٨٦)، وغيرهم من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال: حدثني أبي، عن جدي به، وإسناده ضعيف فيه كثير بن عبد الله، قال عنه الذهبي في "الكاشف": " واه، قال أبو داود: كذاب"، وقال عنه ابن حجر: "ضعيف، أفرط من نسبه إلى الكذب ".

<<  <   >  >>