للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع (١)

فبالله عليكم يا ذوي العقول والبصائر أين هذا السماع من هذا السماع الذي يشرب فيه الخمور التي هي من ورق القنب ويغني فيه أجمل الصبيان بأطيب الألحان بأشعار موزونة مشتملة على ذكر الخمر وأوصافها وتأثيرها، وذكر القدود والخدود والحواجب والدعج (٢) والكحل وغير ذلك من الأوصاف المشتهات وذكر الأحوال من العشق والمحبّة والصد والوصل والفرقة والاجتماع، والآلات المطربة كالدفوف المزوقة بالجلاجل والشبابات المصنوعة المحكمة والتصفيق بتصنيع.

ومن غنائهم:

شُمّ (٣) الحاجب المقرون والمقلّة الكحلا ... وقل لي فدتك النفس أيّهما أحلا (٤)


(١) ضعيف - أخرجه أبو الحسن الخلعي في "العشري من الخلعيات" (٥٤)، والبيهقي في "الدلائل" (٥/ ٢٦٦) من طريق الفضل بن الحباب قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عائشة يقول فذكره. وأعله الحافظ في "الفتح" (٧/ ٢٦١) بالانقطاع والإعضال، وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (٥٩٨): "وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، لكنه معضل سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله ... "، وذكر ابن القيم في "الزاد" (٣/ ٤٨٢) أن هذه الأبيات كانت عقب حضوره صلى الله عليه وسلم من تبوك وأعل من قال أنها كانت عقب الهجرة فقال: " وبعض الرواة يَهِمُ في هذا ويقول: إنما كان ذلك عند مقدمه إلى المدينة من مكة، وهو وَهْمٌ ظاهرٌ؛ لأن ثَنِيَّات الوداع إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادمُ من مكة إلى المدينة، ولا يَمُرُّ بها إلا إذا تَوَجَّهَ إلى الشام".
(٢) الدَّعَجُ بِفَتْحَتَيْنِ شِدَّةُ سَوَادِ الْعَيْنِ مَعَ سِعَتِهَا، وانظر مختار الصحاح مادة (د ع ج).
(٣) وفي الحاشية " شم بالفتح ...
(٤) كذا بالأصل.

<<  <   >  >>