للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غدٍ وأن النبي صلى الله عليه وسلم قام إليهنّ وقال: "سبحان الله لا يعلم ما في غدٍ إلا الله عز وجل لا تقولوا هذا وقولوا: «أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم» (١)، فهذا الذي رخص فيه إنّما فيه مدح الزوج والزوجة لا غير وليس فيه ما يبعث (٢) على عشق الغلمان المرد ولا النساء الفواسد وصفة الخمور وأشباه ذلك.

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "مرّ رسول الله عليه السلام بجوارٍ من بني نجّار وهنّ يضربن بدفٍّ لهن ويقلن:

نحن جوارٍ من بني نجّار ... يا حبّذا محمد من جار

فقال النبي عليه السلام: "الله يعلم [ق ٦٠ / ب] أني أحبكم" (٣) -يعني يحبّ الأنصار-. وروي أنّه لما قدم النبي عليه السلام المدينة مهاجرًا تلقاه أولاد الأنصار وجواريهم سرورًا به وقالوا:

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع


(١) مرسل - أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٧/ ٤٧١)، وفي "السنن الصغير" (٣/ ٩١) (٢٥٩٧) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، أنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد: عن عمرة بنت عبد الرحمن، ورواته ثقات إلا أنه مرسلة فعمرة تابعية. وقال البيهقي: "مرسل جيد"، وقال أيضا: " وقد رواه ابن أوس، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، ورواه الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عائشة ببعض معناه".
(٢) بالأصل زيادة: "ما سمعت"، وحذفتها كي يستقيم المعنى.
(٣) صحيح- أخرجه ابن ماجه (١/ ٦١٢) (١٨٩٩)، والطبراني في "الصغير" (١/ ٦٥) (٧٨)، والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٥٠٨) من طريق عيسى بن يونس قال: حدثنا عوف، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه به، وقال البوصيري في "الزوائد": " في الزوائد إسناده صحيح ورجاله ثقات".

<<  <   >  >>