للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا الحافظ أبو العباس أحمد بن إبراهيم الأبلي بقرائتي عليه أنه قال: وروي في الأثر أن رجلاً من الصحابة رأى إبليس اللعين في المنام وقد جمع عفاريته حوله [ق ٦٣ / ب] فقال لهم: قولوا شيئًا فأنشدوا أبياتًا وأشعارًا، فقام اللعين ورقص وهم ينشدون ويصفقون حتى تعب ووقع مغشيًا عليه، فلما أفاق قال لأصحابه: عليكم بهذه الحيلة فقد درت شرقًا وغربًا على حيلةٍ أدخل بها على أمة محمد، فما رأيت مثلها ولا أحسن منها (١). هذا حديث رواه أبو محمد الدارمي في مسنده وأبو داود والنسائي في سننهما والترمذي في جامعه نحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (٢)، وذكره الحافظ أبو العباس في كتاب: لزوم السنة وطريق أهل التحقيق والنهي عن الغناء والتصفيق كما ذكرنا. أخبرنا الإمام الحافظ الناقد محمد بن عبدالواحد قراءه عليه وأنا أسمع أبنا (٣) أبو القاسم بن أبي الوفاء البيهقي قرآه عليه وأنا أسمع بمرو أبنا الجنيد بن القاويني (٤) الصوفي أبنا محمد بن أحمد الطبسي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن باكويه الشيرازي الصوفي في نيسابور قال: سمعت أبا الطيب بن الفرحان يقول: سمعت أحمد بن محمد الصوفي يقول: سمعت علي بن إسحاق الصوفي يقول: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: رأيت إبليس اللّعين [ق ٦٤ /أ] في النوم بأولاس وهو جالس وعن يمينه جماعة وعن شماله جماعة، فقال إبليس لطائفة منهم: قولوا شيئًا وكانوا على شيء من السماع، فأخذوا في القول. قال أبو الحارث: فاستغرقني طيبة حتى كدت أن أطرح نفسي من السطح لولا تمسكتُ بالقرآن، ثم التفت إلى الطائفة الأخرى، فقال لهم: ارقصوا. قال: فرأيتهم يرقصون ويشيرون في الرقص إشارات حسنة حتى تخيرت، ثم قال لي إبليس: يا أبا الحارث أليس هذا حسنًا! فقلت: بلى. قال: ما أصبت شيئًا؛ أدخُل به عليكم ليكون لي سبيلاً إلا بهذا. فخرجت شهوة السماع من قلبي فما سمعتُ بعدها (٥).


(١) لم أقف عليه.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) وهذا اختصار: "أخبرنا" عند البيهقي وغيره.
(٤) القاويني، وهي تصح في النسبة إلى قاين، وهو الجنيد بن محمد، أبو القاسم، وهو غير الجنيد المشهور، وانظر طبقات الشافعية للسبكي، حيث بين التشابه في الاسم والكنية واسم الأب والصوفية والتفقه، والله أعلم
(٥) لم أقف عليه مطولا، وانظر التعليق التالي.

<<  <   >  >>