للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل وردَ عنّي أو عن أحد من أصحابي أنه فعل ذلك أو نحو هذا؟ " (١) ووجدت بخطّ الإمام العلامة الموفق عبد الله بن قدامة المقدسي (٢) رحمة الله عليه أن الشريف محمد بن الحسن بن علي الحسني رضوان الله عليهم حدّثهم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنّه جالس وبين يديه شيخ، وأنا أقول للنبي صلى الله عليه وسلم: صلوات الله عليك يا جُدي، فسمعته يقول لشيخ بين يديه كلمة كأنّه يسبّه بها، ثم جعل يقول له: أَثبَتَ أننّي رقّاص أوَرَدَ أنني أرقص؟ وكرّر ذلك عليه مرارًا وانتبهت وهو يقولها (٣) وفي ذلك أقول شعرا:

يا حائدين عن الصواب أما لكم ... ما تتّقون الله حق تقاته

وتصدّقون إلهكم في قوله ... وتسارعون معًا إلى مرضاته

وتطاوعون الهاشمي محمدًا ... وتراقبون الله في أوقاته

أحدثتم للرقص بعد خموده ... وتبعتم الشيطان في خطواته

أترى بذا قال النبي محمد ... والسادة الخلفاء بعد وفاته؟

والقس ليس [ق ٦٥ / ب] يراه في إنجيله ... والحبر ليس يراه في توراته

وكتابنا هذا فما من آيةٍ ... نطقَتْ بفضل الرقص من آياته

بل بدعة ظهرت فيالك بدعة ... : ملت الشام على ضرار قضاته

ما بالهم لا ينطقون كأنّما ... أخذوا بقول شريح في إصماته

فبذلك القسيس يضحك شامتًا ... قد برّح الديّوث (٤) في إشماته.

والشارع الحنفي أصبح خائفًا ... قد كذّبوه القوم في فتواته


(١) لم أقف عليه.
(٢) هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي الصالحي الحنبلي وكنيته أبو محمد ويلقب بموفق الدين، فقيه، محدث، مفسر، إمام في علم الفرائض والأصول والنحو وكان إمام الحنابلة بجامع دمشق. ولد في ٥٤١ هـ في جُمَّاعِيل (إحدى قرى نابلس في فلسطين). ومن أهم مصنفاته: المغني، الكافي، المقنع، العمدة، ذم الوسواس والموسوسين، البرهان في مسألة القرآن، روضة الناظر، ذم التأويل، كتاب فضائل الصحابة، التوابين، وكتاب القدر. توفي سنة ٦٢٠ هـ بدمشق ودفن بجبل قاسيون. وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٥٨ - ١٦٠)، شذرات الذهب (٥/ ٨٨ - ٩٢)، فوات الوفيات (١/ ٢٠٣ - ٢٠٤)، النجوم الزاهرة (٦/ ٢٥٦)، معجم المؤلفين (٦/ ٣١)، الأعلام للزركلي (٤/ ٦٧)، وغيرها.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) بالأصل زيادة (ما) هنا، والأولى حذفها ليستقيم الوزن.

<<  <   >  >>