للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما تكلم بعدها زور وباطل موضوع، وفي رواتها من لا يعتمد عليهم وعبيد الله بن سعيد بن كثير (١) قال فيه أبو حاتم بن حيان: لا يشبه حديثه حديث الثقات وأبوه ليس من شرطه (٢). قال السعدي: فيه كلام، وأما فساد متن هذه الحكاية فظاهر لا يخفى إلا على الجهّال، وقد نزّه الله تعالى فقهاء أهل المدينة عن ذلك، وقد أسلفنا ما يعارضه مما صحّ وثبت من قول مالك وابن المنذر وغيرهما، ولعلّ بعض الأغبياء الجهّال يتوهم أن السماع المذكور هاهنا هو ما تستعمله هذه الطائفة الضالة اليوم، كلا، بل هو سماع الغناء نقل عن بعض أهل المدينة أنه كان يسمع جاريته أو غيرها تغنّي، والذي نقل عنهم من أهل المدينة [ق ٧٠ /أ] (٣) أكثر الأئمة في ذلك الزمان منهم خط قاضي القضاة الشامي (٤) يقول: وأمَّا إمامنا الشافعي رجع عن الغناء واعتقد تحريمه وفي كتاب المسألة في الرد على من يقول بجواز الغناء والرقص والتغبير على مذهب الإمامين مالك والشافعي رحمهما الله للقاضي الإمام أبو الطيب طاهر بن الطبري الشافعي المذهب رحمه الله (٥)


(١) والذي وقع في نسخة "السماع" لابن القيسراني: " عبد الله بن سعد بن كثير بن عون عن أبيه"، وتكلم المؤلف عن عُبَيدالله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري، وعن أبيه.
(٢) والهاء تعود إلى حديث الثقات.
(٣) كذا بالأصل، والذي يظهر أن هاهنا سقطا جليا.
(٤) هو محمد بن المظفر بن بكر بن عبد الصمد البغدادي، الشامي، الحموي، القاضي الشافعي (أبو بكر)، فقيه، أصولي. ولد في حماة سنة أربعمائة، قال ابن السمعاني هو أحد المتقنين لمذهب الشافعي وله اطلاع على أسرار الفقه وكان ورعا زاهدا متقنا جرت أحكامه على السداد، وتولى القضاء ببغداد. وتوفي في ١٠ شعبان عام ٤٨٨ هـ. من تصانيفه: البيان في أصول الفقه. وترجمته في طبقات الشافعية الكبرى (٤/ ٢٠٢) (٣٤٩)، طبقات الفقهاء الشافعية (١/ ٢٦٨)، السير (١٩/ ٨٥) (٤٧)، معجم المؤلفين (١٢/ ٣٨)، وغيرها.
(٥) يشير إلى كتاب: " الرد على من يحب السماع" لطاهر بن عبدالله بن طاهر الطبري؛ دراسة و تحقيق مجدي فتحي السيد، وقد طبع بدار الصحابة بطنطا الطبعة الأولى عام ١٤١٠ هـ، ١٩٩٠ م في مائة صفحة ..

<<  <   >  >>