للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وروى أبو الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان إبليس أوّل من ناح وأوّل من غنى" (١)، فأعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إبليس قدوة أهل الرقص والسماع في الغناء وأستاذهم وشيخهم في ذلك وحسبك فجورًا في قوم يقتدون بإبليس في أفعالهم وأقوالهم ولا يقتدون بالصالحين من العلماء والعبّاد.

قال أبو القاسم الجنيد (٢) رحمة الله عليه: "علمنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب والسنة، ولم يكتب الحديث لا يقتدي به"، ألا فهذا أبو القاسم الجنيد شيخ من المشايخ قد حذّر الناس أن يقتدي بكل شيخ لا يحفظ القرآن ولا يحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتفقه، فما بال جهّال زماننا لا يقبلون من الله عز وجل ولا من رسوله عليه السلام، ولا [ق ٧٠ / ب] من الصحابة رضوان الله عليهم ولا من أئمة المسلمين وعلمائهم، ولا من شيوخ الصالحين العبّاد، بل يتبعون أقوامًا جهلة لا يدينون الله بدين، ولا يعرفون تفسير القرآن ولا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويقتدون بهم، واتخذوا الشياطين من الإنس أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون.


(١) ضعيف - ذكره طاهر الطبري في "الرد على من يحب السماع" (ص/٣٩) (١٨) معلقا كما قال المؤلف، وفيه عنعنة أبو الزبير، وهو مدلس، وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (٤٤٤): (لا أصل له. وقد أورده الغزالي (٢/ ٢٥١) من حديث جابر مرفوعا، فقال الحافظ العراقي في تخريجه: لم أجد له أصلا من حديث جابر، وذكره صاحب " الفردوس " من حديث علي بن أبي طالب، ولم يخرجه ولده في " مسنده ").
(٢) سبقت ترجمته.

<<  <   >  >>