للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنّ هذه الطائفة خالفت الإجماع على ما زعمت في زمانهم، وذكر القاضي أبو الطيب الطبري الشافعي المذهب في كتابه (١) قال: "إن اعتقاد هذه الطائفة مخالف لإجماع علماء المسلمين؛ لأنه ليس فيهم من جعله دينًا وطاعةً ولا أرى إعلانه في المساجد والجوامع، وحيث كان من البقاع الشريفة والأماكن والمشاهد الكريمة، فكان مذهب هذه الطائفة مخالف لما اجتمعت العلماء عليه". وهذا قول العلماء الشافعية وأهل التدين منهم، ولا يرخّص في ذلك إلاّ من قلّ علمه. وذكر الإمام أبو بكر الطرطوشي المالكي المذهب رحمه الله قال: "وهذه الطائفة خالفت جماعة المسلمين؛ لأنهم جعلوا الغناء دينًا وطاعةً، ورأوا إعلانه في الجوامع والمساجد وسائر البقاع الشريفة والمشاهد الكريمة، وليس في الأمّة من رأى هذا الرأي وقد كان أولى الناس بالاحتياط لدينه هذه الطائفة؛ لأنهم يتلبّسون [ق ٧٥ /أ] بالدين ويدعون الورع والزهد حتى يوافق باطنهم ظاهرهم". وذكر الإمام أبو الليث السمرقندي تحريم الغناء والرقص قال: "والدليل على تحريم الغناء والرقص وغيرهما من اللهو الكتاب والسنة وإجماع الأمة. وذكر في كتابه الوجوه الثلاثة (٢)، وذكر أبو المحاسن الحراني الحنبلي المذهب رحمه الله في كتابه قال: "والدليل على تحريم السماع والغناء واللّعب بالقضيب من ثلاثة أوجه: الكتاب، والسنة، وأقاويل العلماء. وذكر في كتابه الوجوه الثلاثة ثم قال: فهذه آيات القرآن وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار الصّحابة والتابعين وأقوال الأئمة الأربعة أئمة الدين في الإسلام، فقد صار تحريمه إجماعًا منعقدًا، فمن خالفه خرج عن الإجماع وفارق الجماعة ومات ميتة جاهلية واتّبع غير سبيل المؤمنين فـ {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥] ".


(١) انظر "الرد على من يحب السماع" (ص/٣٢).
(٢) أي من الكتاب والسنة والإجماع.

<<  <   >  >>