للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصحب إلا مؤمنًا، ولا أكل طعامك إلا تقي" (١). قلت: والتقيّ هو الذي يتّبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم. وروي عنه عليه السلام أنّه قال: "من بانت بدعته فاجتنبوه" (٢). وروى مالك بن دينار رحمه الله قال: بلغنا أنّ نبيّ الله موسى صلى الله عليه وسلم قال: ربّ من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك. قال: المتحابون بجلالي الطاهرة قلوبُهم، النقيّة أبدانهم الذين إذا ذكروا ذكرتُ بهم، والذين يأوون إلى ذكري كما يأوي النسور إلى أوكارها، والذين يكلّفون بذكري كما يكلّف الصبيّ بأمّه، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت [ق ٨٢ /أ] كما يغضب النمر إذا حورب" (٣)، ألا فهذه الطائفة قد استحلّت محارم الله تعالى عقدًا وقولاً وفعلاً، وروي أن مالك بن مغول رحمه الله قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام: "تحبّبوا إلى الله تعالى ببغض أهل المعاصي، وتقرّبوا إليه بالتباعد عنهم، والتمسوا رضاه بسخطهم.


(١) حسن - أخرجه أبو داود في "سننه" (٤/ ٢٥٩) (٤٨٣٢)، والترمذي في "سننه" (٤/ ٦٠٠) (٢٣٩٥)، وقال: "حسن"، وابن المبارك في "الزهد" (ص/١٢٤) (٣٦٤)، وأحمد في "مسنده" (١٧/ ٤٣٧) (١١٣٣٧)، والدارمي في "سننه" (٢/ ١٣٠٧) (٢١٠١) وغيرهم من طريق سالم بن غيلان، أن الوليد بن قيس التجيبي، أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري، أو عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، والشاك هو سالم والإسناد الأول يحتمل التحسين، والثاني صحيح.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) إسناده ضعيف - أخرجه البيهقي في "الشعب" (١٢/ ٧٨) (٩٠٧٥) من طريق أبي العباس الأصم، نا الخضر بن أبان، نا سيار، نا جعفر، نا مالك بن دينار، قال: بلغنا أن موسى فذكره، والخضر بن أبان ضعفه الدارقطني والحاكم، كما أن الواسطة بين مالك وموسى مجهولة، ورواه أحمد في "الزهد" (ص/٦٤) (٣٨٩)، وأبو حاتم في "الزهد" (ص/٣٢) (٤)، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (ص/٢٠) (٣٧) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار - ولم يذكر عطاءا: أبو حاتم - بنحوه، وهذا إسناد منقطع فأين عطاء من سيدنا موسى عليه السلام.

<<  <   >  >>