للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ق ٩٤ / ب] وسمعت جماعة من أهل القرية يقولون عندنا كلب أسود ينذر له بعض الجهّال، فإذا وقف على باب دار من دورهم ينادون: "ألا قد جاء كلب النذر" ألا أيّها الناس فكفى بقوم هذا عقلهم ودينهم أنّهم قد افتتنوا بكلب أسود مع البيان من قول النبي عليه السلام أن: "الكلب الأسود البهيم شيطان (١) " (٢) وأهل القرية قوم ينتمون إلى المشايخ وقد جهلوا أمر كلب، فكيف إذا رأوا شيئًا ممّا ذكرناه في هذه الأحاديث من قول النبيّ عليه السلام في رؤسائهم وفي رجل منهم. عن معاوية بن قرة عن أبيه أنه قال: ذهبت لأسلم حين بعث محمد عليه السلام، فقلت لعلي أدخل معي رجلين أو ثلاثة في الإسلام، فأتيت المدينة حيث مجمع الماء، فإذا براعي القرية يقول: لا أراعي لكم أغنامكم، قالوا: ولم؟ قال: يجيء الذئب كلّ ليلة فيأخذ شاة وصنمكم قائم لا يضر ولا ينفعكم ولا يغير ولا ينكر، قال: فذهبوا وأنا أرجو أن يسلموا، فلمّا كان من الغد جاء الراعي يشتدّ ويقول: البشرى البشرى، قد جاء الذئب مقموطًا (٣) بين يدي الغنم بغير قماط، قال: فذهبوا وذهبت معهم، فقتلوا الذئب وسجدوا للصنم وقالوا: هكذا فاصنع [ق ٩٥ /أ] قال: فأتيت محمدًا فحدّثته الحديث، فقال النبي عليه السلام: لعب بهم الشيطان" (٤).


(١) بالأصل: " البهائم الشيطان".
(٢) صحيح - أخرجه أحمد في "مسنده" (٤٢/ ١٣٩) (٢٥٢٤٣)، والطبراني في "الأوسط" (٣/ ٢٣٣) (٣٠١٣) ن والمخلص في "المخلصيات" (٣/ ٢٦٥) (٢٤٨٩) من طريق أبي معاوية شيبان عن الليث عن مجاهد عن الأسود عن عائشة به، وإسناده ضعيف فيه الليث بن أبي سليم قال عنه في "التقريب": " صدوق اختلط جدا و لم يتميز حديثه فترك"، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٤٠) من طريق إبراهيم بن الحارث نا يحيى بن أبي بكير نا شيبان عن عبد الملك بن عمير عن شريك بن طارق عن فروة بن نوفل عن عائشة مطولا به وإسناده صحيح. ورواه مسلم في "صحيحه" (١/ ٣٦٥) (٥١٠) من حديث أبي ذر بدون قوله: "البهيم".
(٣) وفي الحاشية: "يقال قمط الأسير إذا جمع يديه ورجليه بحبل".
(٤) ضعيف – أخرجه البزار في "مسنده" (١/ ٦٧ – كشف) (٩٨)، والطبراني في "الكبير" (١٩/ ٣١) (٦٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٣٠٣) من طريق محمد بن جهضم، ثنا الأزهر بن سنان، عن شبيب بن محمد بن واسع، عن معاوية بن قرة، عن أبيه به، والأزهر قال عنه الذهبي في "الكاشف"، وابن حجر في "التقريب": "ضعيف".

<<  <   >  >>