للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين إني أحبك وأريد أصحبك. فقال: "بشرط إن رأيتني قد ملت قوّمني فبقي عنده ثلاثة أيام، ولم يقل له شيئًا، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أخي لك عند ثلاثة أيام لم تأمرني بأمر وعمر يعلم أنه لا يمضي عليه يوم إلا أخطأ فيه، فاذهب عنّي لا تغويني (١) " فرضي الله عن أمير المؤمنين عمر فإنه قد بين في هذا معنى الأخوة والصحبة ألا فبهدى رسول الله عليه السلام وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين فاهتدوا وبهم فاقتدوا بسنتهم فاكتفوا ولآثارهم فاقتفوا إن أردتم أن تربحوا ولا تخسروا وتجبروا ولا تكسروا. وأقول شعرا:

من كان يرغب في النجاة فماله ... غير اتباع الهاشمي محمدًا

ذاك السبيل المستقيم وغيره ... سبل الضلالة والغواية والردى

فاتبع كتاب الله والسنن التي ... صحّت، فذلك الهدي طول المدى

ودع [ق ٦ /أ] الجدال بكم وكيف فأنه ... باب يردّ ذوي البصيرة أرمدا

فالدين ما قال النبي وصحبه ... فإذا اقتديت بهم فنعم المقتدى

لا تتّبع في الدين كلّ مذبذب ... حيران لا يدري الصحاب من العدا

قد خالف المختار في مسنونه ... وصحابه فعدى الهدى، ثم اعتدا


(١) لم أقف عليه.

<<  <   >  >>