للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "العينان تزنيان"، قلت: وزناهما النظرة" (١)، "وقال الفضل بن عياض رحمة الله عليه: "الغناء رقية الزنا" (٢)، فإذا اجتمعت رقية الزنا وداعيته ورائده فقد كملت أسبابه. عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنّه قال: بلغني عن الثقات من حملة العلم وقد تقدم الحديث بطوله، فمن أراد النجاة غدًا والمصاحبة لأئمة الهدى والسلامةَ من طرق الردى والخلاص من أيدي العدا والخلود في النعيم الدائم أبدًا فعليه بكتاب الله عزّ وجلّ متّبعًا ما فيه رشدًا وليعمل بما فيه متّبعًا لرسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته، ولينظر ما كانوا عليه ولا تكن عنه من اعتدى من قولهم وفعلهم (٣)، وليجعل عبادته واجتهاده على سننهم وسلوكهم في طريقهم فيما فرغ منه من كلّ عمل صالح وما فيه من الأعمال ابتدأ ولتكنّ همّته في اللّحاق بهم، فإن طريقهم الصراط المستقيم لمن اهتدى الذي علّمنا الله عز وجل سؤاله وجعل صحّة صلاتنا موقوفة على الدعاء به، فسحقًا (٤) لمن كان عنه من البعد، فقال عزّ وجلّ في فاتحة كتابه [ق ١٢٣ /أ] إلينا ليلهمنا الهدى، ومن لم يترك الإنسان سُدى قوله عز وجل: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} [الفاتحة: ٦، ٧]. وأقول شعرا (٥):


(١) هذا الحديث له ألفاظ كثيرة، وأقرب الألفاظ لما ذكره الماتن ما رواه أحمد في "مسنده" (١٤/ ٢١٠) (٨٥٢٦) من طريق عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لكل بني آدم حظ من الزنا، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، والفم يزني وزناه القبل، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك، أو يكذبه»، وأصل الحديث في صحيح البخاري (٨/ ٥٤) (٦٢٤٣)، وصحيح مسلم (٤/ ٢٠٦٤) (٢٦٥٧) من حديث أبي هريرة بنحوه.
(٢) إسناده ضعيف - أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ص/٥٥) (٥٥) من قول الفضيل، قال محققه: "فيه الحسين بن عبدالرحمن الجرجرائي وهو مجهول الحال".
(٣) كذا بالأصل، وهي في فتيا ابن قدامة بلفظ: "فلا يعدوه بقول ولا فعل".
(٤) وبالحاشية: "أي بعد".
(٥) وهذا وتاليه مقحم في الفتوى وليس من نظم ابن قدامة.

<<  <   >  >>