للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول: خلوا ظهري للملائكة، ويلبس الصوف وينتعل المخصوف، وكان أحب اللباس إليه الحبرة وهي من برود اليمن فيها حمرة وبياض، وخاتمه من فضة وفصه منه، يلبسه في خنصره الأيمن وربما لبسه في الأيسر يعصب على بطنه الحجر من الجوع، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض كلها، فأبى أن يأخذها واختار الآخرة عليها، وكان عليه السلام يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، أكثر الناس تبسمًا، وأحسنهم بشرًا، ومع ذلك أنه متواصل الأحزان (١)،


(١) ضعيف – روى الترمذي في "الشمائل" (ص/١٣٤) (٢١٥)، والزبير بن بكار في "الأخبار الموفقيات" (ص/١٣٤) (٢١٥)، وابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص/٢٧) (١)، ومحمد بن هارون في "صفة النبي" (ص/٩)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ١٥٥) (٤١٤)، والآجري في "الشريعة" (٣/ ١٥٠٨) (١٠٢٢)، والبيهقي في "الشعب" (٣/ ٢٤) (١٣٦٢)، وغيرهم من طريق جميع بن عمر عن أبي عبد الله يزيد بن عمر عن ابن لأبي هالة – وسماه محمد بن هارون: عمر، وهو والد يزيد – عن الحسن بن علي عن هند بن ابي هالة مطولا به، وإسناده ضعيف فيه جميع بن عمر ضعيف رافضي، وأبو عبد الله وشيخه مجهولان، ورواه ابن شاذان في "مشيخته" (ص/٤٥) (٦١)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٢٨٥) من طريق أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العقيقي عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبي محمد عن علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن الحسين، قال: قال الحسن بن علي: سألت خالي هند بن أبي هالة فذكره مطولا به، وإسناده ضعيف جدا فيه أبو محمد الحسن بن محمد متهم.
وقال ابن القيم في "المدارج" (١/ ٥٠٢): "وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت، وفي إسناده من لا يعرف. وكيف يكون متواصل الأحزان، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فمن أين يأتيه الحزن؟ بل كان دائم البشر، ضحوك السن، كما في صفته " الضحوك القتال " صلوات الله وسلامه عليه".

وعلى فرض ثبوته فيحمل على الحزن على أمور الآخرة دون أمور الدنيا، قال ملا القاري في "جمع الوسائل" (٢/ ١٦): "قال شارح يمكن التوفيق بوجه آخر، وهو أنه متواصل الأحزان باطنا بسبب أمور الآخرة، وكان أكثر تبسما ظاهرا مع الناس تآلفا بهم وحاصله أن تواصل الأحزان لا ينافي كثرة تبسمه لأن الحزن من الكيفيات النفسانية) وقال تقي الدين ابن تيمية في " مجموع الفتاوى" (١٦/ ٢٢١): "أما الحزن فليس المراد به الحزن الذي هو الألم على فوت مطلوب أو حصول مكروه فإن ذلك منهي عنه ولم يكن من حاله وإنما أراد به الاهتمام والتيقظ لما يستقبله من الأمور".

<<  <   >  >>