وقال ابن القيم في "المدارج" (١/ ٥٠٢): "وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت، وفي إسناده من لا يعرف. وكيف يكون متواصل الأحزان، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فمن أين يأتيه الحزن؟ بل كان دائم البشر، ضحوك السن، كما في صفته " الضحوك القتال " صلوات الله وسلامه عليه".
وعلى فرض ثبوته فيحمل على الحزن على أمور الآخرة دون أمور الدنيا، قال ملا القاري في "جمع الوسائل" (٢/ ١٦): "قال شارح يمكن التوفيق بوجه آخر، وهو أنه متواصل الأحزان باطنا بسبب أمور الآخرة، وكان أكثر تبسما ظاهرا مع الناس تآلفا بهم وحاصله أن تواصل الأحزان لا ينافي كثرة تبسمه لأن الحزن من الكيفيات النفسانية) وقال تقي الدين ابن تيمية في " مجموع الفتاوى" (١٦/ ٢٢١): "أما الحزن فليس المراد به الحزن الذي هو الألم على فوت مطلوب أو حصول مكروه فإن ذلك منهي عنه ولم يكن من حاله وإنما أراد به الاهتمام والتيقظ لما يستقبله من الأمور".