للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه المترفون، وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحلّ الأعلى، أولئك خلفاء الله (١) في بلاده، والدعاة إلى دينه، هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر الله العظيم لي ولك، إذا شئت فقُم" (٢). هذا حديث خرّجته من كتاب صفة الغرباء لأبي نعيم الحافظ الأصبهاني رواه بإسناده، وقال: فإذا كان زين الخلفاء وشريف الشرفاء، وولي الأولياء وصفي الأصفياء رضوان الله عليه في وقته وزمانه (٣) يشكوا ويضج (٤) ويشتاق ويعج (٥) ويحنّ ويأنّ إلى رؤية من فقدهم من الأصحاب والخلاّن والأنّاس والأقران، واستوحش وملّ ممن شاهد من الطغاة والعميان، ويشتبه حال متّبعه وحاضريه [ق ٩ /أ] لاستعمالهم آلة الدين للدنيا وتواثبهم إلى اللذات وتتابعهم للشهوات بالأنعام السائمة، والذئاب الهائمة مع اقتباسهم من ضيائه واستباقهم إلى إيحائه وإيمائه، فكيف حال جهال زماننا الذين فارقوا العلم واتّخذوه شغلاً وضلالاً ورأوه ثقلاً وملالا فهؤلاء من سمة المحقّقين وأحوالهم أبعدُ ومن جفاة الجاهلين وأفعالهم أنتن وأنكد، فلا يغاث من ضجّ مما يرى، فإذا كان العابد الله (٦)


(١) قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (١/ ١٥٢): "إن أريد بالإضافة إلى الله انه خليفة عنه فالصواب قول الطائفة المانعة منها وإن أريد بالإضافة أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله فهذا لا يمتنع فيه الإضافة وحقيقتها خليفة الله الذي جعله الله خلفا عن غيره وبهذا يخرج الجواب عن قول أمير المؤمنين أولئك خلفاء الله في أرضه ... ".
(٢) إسناده ضعيف - أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص/٣٢) (١٦)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٩)، والشجري في "أماليه" (١/ ٨٨) (٣٣٣)، والسلفي في "الطيوريات" (٢/ ٦٠٧) (٥٣٥) من طريق إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي حدثنا عاصم بن حميد، أو رجل عن عاصم بن حميد الخياط عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي بنحوه، وفيه الثمالي قال عنه الذهبي في "الكاشف": "ضعفوه"ن وقال عنه ابن حجر في "التقريب": "ضعيف رافضي"، وشيخه ابن جندب قال عنه الذهبي في "الميزان": "مجهول".
(٣) وفيه تقييد لكل ما ذكر من صفات لعلي رضي الله عنه.
(٤) قال ابن فارس: " قال أبو عبيد: أضج القوم إضجاجا، إذا جلبوا وصاحوا، فإذا جزعوا من شيء وغلبوا قيل: ضجوا ... ".
(٥) العج هو رفع الصوت.
(٦) بالأصل: "بن" والصواب حذفها ..

<<  <   >  >>