للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالت: ورأيتها [ق ١١ / ب] تبكي حين لم تجد رسول الله – عليه السلام – حيا يشفيها عن ذلك فكانت تبكي حتى أرحمها، فسألت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين حداثة وفاة رسول الله عليه السلام وهم يومئذ متوافرون فما دروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا علم له به إلا أنه قد قال لها ابن عباس رضي الله عنهما أو بعض من كان عنده: لو كان أبواك حيين أو أحدهما قال هشام: فلو جاءتنا اليوم في زماننا أفتيناها بالضمان قال ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وكان هشام يقول أنهم أهل ورع وخشية الله عز وجل وبعدًا من التكليف والجرأة على الله عز وجل، ثم يقول هشام: لكنها لو جاءنا مثلها اليوم لوجدت نوكى (١) أهل حمق، فيتكلفون بغير علم – وفي لفظ قال لو جاءت زماننا لوجدت نوكى أهل حمق وتكلف بغير علم-" (٢). هذا حديث أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبري في سننه، وخرجته من حديث عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ألا فاعتبروا ما قال هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، وكان من العلماء التابعين مات سنة خمس وأربعين ومائة، وهذا قوله في علماء زمانه من خمسمائة سنة وأكثر، فكيف لو أدرك [ق ١٢ /أ] نوكا أهل حمق وجهل وتكلّفٍ من أهل زماننا يفتون بغير علم. الله المستعان.


(١) وفي الحاشية: النوك: .............. ، ويقال: النوك الحمق، والنواكة بالفتح الحماقة.
(٢) إسناده صحيح، ومتنه غريب – أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٤٣٩) (١٦٩٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١٩٤) (١٠٢٢)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٧١) (٧٢٦٢)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد" (٧/ ١٢٨٩) (٢٢٧٩)، والبيهقي في "الكبرى" (٨/ ٢٣٥) من طريق الربيع بن سليمان، قال: نا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مطولا بنحوه، وإسناد الحاكم ظاهر الانقطاع حيث أنه قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد، وبينهما مفاوز، وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (٢/ ٣١٥): (رواها ابن جرير في " تفسيره " بإسناد حسن عن عائشة، ولكن المرأة مجهولة فلا يوثق بخبرها، وقد قال ابن كثير: " إنه أثر غريب وسياق عجيب ").

<<  <   >  >>