للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى الإمام الحافظ [عبد الله أحمد] (١) بن بطة (٢) رضي الله عنه ما ذكرناه من قول الصحابة ثم قال: هذا يا إخواني رحمنا الله وإياكم [قول] (٣) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن بُسر وأنس بن مالك وأبو الدّرداء وابن عبّاس رضوان الله عليهم ومن تركت وأكثر [ق ١٥ /أ] ممّن ذكرتُ، فيا ليت شعري كيف حال المؤمن في هذا الزمان وأيّ عيش له مع أهله وهو لو عاد عليلاً لعاين عنده وفي منزله وما أعدّ له أهله للعلّة والمرض من صنُوف البدع ومخالفة السنّة والمضاهاة للفُرس والروم وأهل الجاهليّة ما لا يجوز له معه عيادة المرضى، وكذلك إن شهد أملاك رجل مسلم، وكذلك إن شهد وليمة رجل مسلم، وكذلك إن خرج يريد الحجّ عاين في هذا المواطن ما يكربُهُ ويكرثه ويسوؤه في نفسه وفي المسلمين ويغمّه، فإذا كانت مطالب الحقّ قد صارت مقابح فماذا عسى أن يكن أفعالهم في الأمور التي تطوي عنهم ذكرها إنا لله وأنا إليه راجعون.


(١) كذا بالأصل، هو خطأ كما هو واضح من ترجمته في التعليق التالي.
(٢) هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان، أبو عبد الله العكبريّ، المعروف بابن بطة: عالم بالحديث، فقيه من كبار الحنابلة. من أهل عكبرا مولدا ووفاة رحل إلى مكة والثغور والبصرة وغيرها في طلب الحديث، ثم لزم بيته أربعين سنة، فصنف كتبه وهي تزيد على مئة، منها: السنن، المناسك، الإمام ضامن الإبانة، الإنكار على من قضى بكتب الصحف الأولى، الإنكار على من أخذ القرآن من المصحف، والإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة، توفي عام: سبع وثمانين وثلاثمائة. وله ترجمة في طبقات الحنابلة (٢/ ١٤٦)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٦٤) (٣٥٩٨)، الأعلام (٤/ ١٩٧)، معجم المؤلفين (٦/ ٢٤٥).
(٣) ساقطة من الأصل، استدركتها من الإبانة.

<<  <   >  >>