للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج الحديث الآخر في الصحيح أنس عن النبي عليه السلام قال: "لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله" (١). وفائدة الحديث: أن يتحرّى العبد فعل كل خير؛ ليكون من أهل الخير، فيقبض عليه، وأن لا يكره الموت عند حضوره إيثارًا للنجاة من شر آخر الزمان، والموت على الإيمان، إلا أن ابتداء هذه الفتن والبلايا والابتداع والضلال كان دخولها في الإسلام [ق ١٨ /ب] من حين قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونجا من ذلك كل أصحاب رسول الله عليه السلام، وطهّرهم الله عز وجل من هذه الأحوال القبيحة، وهلك وضل بذلك خلق كثير ممن جاءوا بعد الصحابة رضوان الله عليهم وهم الذين يخالفون كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام، ولا يرضون بإتباعهما كما جاء وسيتحسنون حوادث وبدع مات الصحابة على السكوت عنها. فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "من يحدثنا عن الفتنة. وفي لفظٍ: قال: أيكم يعقّل عن رسول الله عليه السلام الأيّام التي بين يدي الساعة. وفي رواية أخرى: قال: من يحدثنا عن حديث النبي عليه السلام في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا. فقال ائت؟ قال: يا أمير المؤمنين فتنة الرجل في أهله وما له يكفّرها الصوم والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: لست عن هذا أسألك؛ إنما أسألك عن الفتنة التي قبل الساعة تموج موجان البحر؟ قال يا أمير المؤمنين بينك وبينها باب مغلق. فقال عمر رضي الله عنه: أخبرني عن الباب يكسر كسرًا ويفتح فتحًا؟ ! قال: بل يكسر كسرًا [ق ١٩ / أ] فقال عمر رضي الله عنه: إذًا لا يغلق إلى يوم القيامة. وفي لفظ قال: فوضع عمر رضي الله عنه يده على رأسه وقال: ويحيك! إنه إذا كسر لا يُغلق إلى يوم القيامة. قال حذيفة: أجل وسئل حذيفة عن الباب من هو؟ فقال: عمر رضوان الله عليه" (٢). وروي عن بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "كَانَ عُمَرُ حَائِطًا حَصِينًا عَلَى الإِسْلامِ، يَدْخُلُ النَّاسُ فِيهِ وَلا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فلما قتل عمر رضي الله عنه انْثَلَمَ (٣)


(١) أخرجه مسلم في "صحيحه" (١/ ١٣١) (١٤٨).
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١/ ١١١) (٥٢٥)، ومسلم في "صحيحه" (١/ ١٢٨) (١٤٤) من حديث حديفو رضي الله عنه بنحوه.
(٣) وفي الحاشية: انهدم ..

<<  <   >  >>