للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أن عبد العزيز قال: قلت لعمر بن هانئ رحمهما الله: "أرى لسانك لا يفتر عن ذكر الله عز وجل! فكم تسبّح كل يوم؟ قال: مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع" (١). عن محمد بن فضيل أنه قال: رأيت ابن طارق (٢) رحمه الله في الطواف قد انفرج له أهل الطواف وعليه نعلاه مطرقتان (٣) فحرّزوا طوافه في ذلك الزمان فإذا هو يطوف في اليوم والليلة عشر فراسخ (٤). عن معاذة العدوية أو رابعة العدوية رحمهما الله أنها كانت إذا جاء النهار قالت: "هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنام حتى يمسي، وإذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها، فما تنام حتى تصبح، وإذا جاء البرد لبست الثياب الرقاق حتى يمنعها البرد من النوم" (٥). عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما [ق ٣٦ /أ] "أنه خرج في بعض المدينة هو وأصحاب له فوضعوا سفرة لهم، فمرّ بهم راعٍ فقال له ابن عمر: هلم! قال: إني صائم. فقال: في مثل هذا اليوم الصائف وأنت في مثل هذه الشعب! قال: والله إني أبادر الأيام الخالية" (٦).


(١) إسناده صحيح - أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٥٧)، والبيهقي في "الشعب" (٢/ ١٨٥) (٧٠٧) من طريق إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت لعمير بن هانئ به، ورواته ثقات والوليد وإن كان يدلس ويسوى إلا أنه صرح بالتحديث بينه وبين شيخه كما أن بين شيخه وابن هانئ التصريح باللقيا فانتفت شبهة تسويته.
(٢) كذا بالحلية، بالأصل "طارقًا".
(٣) قال الزبيدي في "تاج العروس": (طارَق بيْنَ نعْلَيْن: إِذا خَصَفَ إحْداهُما على الأخْرَى. وَقَالَ الأصْمَعيّ: طارَقَ الرجلُ نعْلَيْه: إِذا أطْبَق نعْلاً على نعْلٍ، فخُرِزَتا، وَهُوَ الطِّرّاق. ونعْلٌ مُطارَقَةٌ: مخْصوفةٌ).
(٤) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٨٢).
(٥) أخرجه أحمد في "الزهد" (ص/١٧٠) (١١٥٦)، وهناد بن السري في "الزهد" (ص/٢٩١) (٥١١)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (ص/١٧٩) (٨١) من طريق محمد بن فضيل عن أبيه عن معاذة به، وإسناده صحيح.
(٦) إسناده ضعيف - أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣١/ ١٣٢)، وابن الجوزي في "حفظ العمر" (ص/٤٢) من طريق محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي حدثني عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع به، وفيه محمد بن يزيد قال عنه في "التقريب": "مقبول" يعني عند المتابعة وإلا فلين، فالإسناد ضعيف.

<<  <   >  >>