للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجاء أبو بكر فاستأذن، فقال: "ايَذنْ له وبشِّره بالجنة"، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: "ايذنْ له وبشِّره بالجنة"، ثم جاء عثمان فاستأذن، فقال: "ايذن له وبشره بالجنة"، قال: قلت: فأين أنا؟، قال: "أنت مع أبيك".

٦٥٤٩ - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمة عن ثابت البنَاني عن


(٦٥٤٩) إسناده صحيح، ورواه أبو داود ٣٧٧٠ (٣: ٤٠٨ عون المعبود)، وابن ماجة ١: ٥٥ كلاهما من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال المنذري ٣٦٢٣: "وشعيب هذا: هو والد عمرو بن شعيب، ووقع ها هنا [يعني في هذا الحديث في سنن أبي داود] وفي كتاب ابن ماجة: شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه، وهو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو فإن كان ثابت البناني نسبه إلى جده حين حدث عنه، فذلك سائغ، وإن كان أراد بأبيه محمدا، فيكون الحديث مرسلا!، فإن محمداً لا صحبة له، وإن كان أراد بأبيه جده عبد الله، فيكون مسندا، وشعيب قد سمع من عبد الله بن عمرو". وهذا التشقيق في الاحتمالات تكلف وتعسف من المنذري رحمه الله، وقد حققنا من قبل في ٦٥١٨ أن شعيبا إنما يروي عن جده عبد الله بن عمرو، وأنه كان يدعوه أباه، بأنه هو الذي رباه، وقد سبق أيضاً التصريح في إسناده ٦٥٤٥ بأنه لا يريد إلا أباه، بقول ثابت البناني: "عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عبد الله بن عمرو". قوله "متكئا": قال الخطابي في شرح حديث "لا آكل متكئا"، (رقم ٣٦٢٢ من تهذيب السنن): "يحسب أكثر العامة أن المتكئ هو المائل المعتمد على أحد شقيه، لا يعرفون غيره. وكان بعضهم يتأول هذا الكلام على مذهب الطب ودفع الضرر عن البدن، إذ كان معلوما أن الآكل مائلا على أحد شقيه لا يكاد يسلم من ضعط يناله في مجاري طعامه، فلا يسيغه، ولا يسهل نزوله في معدته. قال الشيخ [أي الخطابي]: وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكئ ها هنا: هو المعتمد على الوطاء الذي تحته، وكل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ. والاتكاء: مأخوذ من الوكاء، ووزنه الافتعال منه، فالمتكئ: هو الذي أوكى مقعدته وسدها بالقعود على الوطاء الذي تحته، والمعنى: أني إذا أكلت لم أقعد متمكنا على الأوطية والوسائد، فِعْلَ من يريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع في الألوان، ولكني =

<<  <  ج: ص:  >  >>