للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيبة، سمعت عبد الله بن عمرو يقول: فأنشد بالله ثلاث، ووضعَ إصبعه في أذنيه: لَسَمعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهِو يقول: "إن الركن والمَقَام ياِقوتتان من ياقوت الجنة، طَمَس الله عز وجل نورهما، ولولا أنَّ الله طَمَس نورهما لأضَاءتَا مَا


= وأيوب ممن لم يحتجا به [يعني الشيخين]، إلا أنه من أجلة مشايخ الشأم". وقد جعل الحاكم هذا الإِسناد، إسناد أيوب، أصل الباب، وجعل إسناد رجاء أبي يحيى، الذي هنا في المسند، شاهدًا له. وتعقبه الذهبي، فقال في أيوب: "ضعفه أحمد". ولكنه ناقض نفسه!، فإن الحاكم روى حديثاً آخر (١: ٤٨٣) من طريق أيوب هذا، وصحه ووافقه الذهبي، ولم يعقب عليه بضعف أيوب. وأيوب بن سويد الرملي: ليس ضعيفًا بمرة، بل ترجمه البخاري في الكبير (١/ ١ / ٤١٧)، وقال: يتكلمون فيه"، ولم يذكره في الضعفاء. وعندي أن أعدل ما قيل فيه، ما نقل. الحافظ في التهذيب عن ابن حبان في الثقات، قال "كان ردي الحفظ، يخطىء، يتقى حديثه من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه، لأن أخباره إذا سبرت من غير رواية ابنه عنه، وجد أكثرها مستقيمة". ثم الحديث من رواية يونس عن الزهري لم ينفرد به أيوب بن سويد عن يونس، فرواه البيهقي (٥: ٧٥) من طريق أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري، قال: حدثني مسافع الجبي سمع عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله: "إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم، لأضاء ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي". وهذا إسناد صحيح إلى مسافع على شرط البخاري:
فأحمد بن شبيب الحبطي: ثقة، من شيوخ البخاري، روى عنه في مواضع من صحيحه.
وأبوه، شبيب بن سعيد الحبطى: ثقة، وثقه ابن المديني، وأخرج له البخاري في الصحيح،. وترجمه في الكبير (٢/ ٢/ ٢٣٤)، وقال ابن عدي: "لشبيب نسخة الزهري، عنده عن يونس عن الزهري، أحاديث مستقيمة". فهذه الأسانيد، في مجموعها، ترفع شبهة الغلط في الحفظ، إن كان رجاء أبو يحيى أو أيوب ابن سويد أخطأ أحدهما في رفعه، بل لو أخطأ جميعًا، فقد رفعه ثقة ثالث، هو شبيب ابن سعيد. وقد ذكر الحافظ في الفتح (٣: ٢٦٩) الحديث، ونسبه لأحمد والترمذي، ونقل تصحيحه عن ابن حبان. ثم أعله بمثل ما قال الترمذي والذهبي، ولم يجمع باقى أسانيده. والحمد لله على التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>