ثم اختلفت المنازع والمذاهب والأعراف والعادات في توافق الأجزاء في كل بيت من الأبيات وشروط القوافي المشتركة، الواردة في أواخر الأبيات، فالعرب - مثلا - عندهم ضوابط وأصول بينها الخليل الفراهيدي، والهنود يجرون على تقاليد وعادات تحكم بها سليقتهم اللغوية الفطرية. وهكذا اختار أهل كل عصر ومصر وضعاً من الأوضاع ومسلكا من المسالك.
الأمر الجامع المشترك:
وإذا أردنا أن ننتزع من بين هذه العادات والأوضاع والمذاهب والمشارب أمراً جامعاً مشتركاً، وسراً شاملا دقيقاً فإنه هو التوافق التقديري أو التخميني ليس غير.
[عروض العرب:]
فالعرب - مثلا - يستعملون "مفاعلن" و"مفتعلن" مكان "مستفعلن" ويعتبرون: فعلاتن" و"فاعلتن" وفق القاعدة الصحيحة بدل "فاعلاتن" ويهتمون بموافقة ضرب بيت بضرب بيت آخر وعروض بيت بعروض بيت آخر، ويسمحون في الحشو بكثرة الزحافات، على العكس من شعراء فارس الذين يستهجنون الزحافات ويكرهونها.