وينبغي أن يعلم أن انسجام الكلام وملاءمته وسهولته على لسان القارئ لكونه يحل محل الأمثال السائرة، أو لتكرره في الآية الكريمة يوائم بين الكلام الطويل والكلام القصير، ويحدث بينهما اتزانا وانسجاما، فيؤتي تارة بالفقر الأولى من الكلام أقصر وأخصر من الفقر الثانية، وهو يفيد عذوبة في الكلام ولذة جديدة كقوله - تعالى -: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} .
فكأن المتكلم في مثل هذا الكلام يضمر في نفسه أن الجملة الأولى باجتماعها مع الجملة الثانية في كفة، والجملة الثالثة وحدها في كفة أخرى.
الآيات ذات القوائم الثلاث:
كذلك تكون الآية أحيانا ذات قوائم ثلاث، مثل قوله - تعالى -: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} إلخ الآية، {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ} إلخ الآية وعامة القراء يجمعون الأولى مع الثانية، ويعدونها آية طويلة.
الآية ذات الفاصلتين:
وأحيانا ترد في الآية الواحدة فاصلتان مثل ما يرد ذلك في البيت أيضاً.