ورد في الحديث الشريف "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع".
فينبغي أن يعلم أن ظهر هذه العلوم الخمسة هو ما يسمى بمدلول الكلام ومنطوقه.
أما بطنه في باب التذكير بآلاء الله: فهو التفكير والتأمل في آلاء الله ونعمه وآيات قدرته، ومراقبته - عز شأنه - وبطن التذكير بأيام الله - تعالى -: معرفة مناط المدح والذم والثواب والعذاب من تلك القصص التي ترد فيه، والاتعاط بها وأخذ الدروس والعبر منها. وبطن التذكير بالجنة والنار ظهور الخوف والرجاء، واستحضارهما وتصورهما حتى كأنها رأى العين. وبطن آيات الأحكام: استنباط الأحكام الخفية الدقيقة بالفحاوى والإيماءات.
وبطن الجدل القرآني مع الفرق الضالة الباطلة: الإطلاع على حقيقة تلك القبائح والفظائع التي وصفوا بها، وإلحاق نظائرها وأشباهها بها.
وأما مطلع الظهر: فهو معرفة لغة العرب والآثار المتعلقة بعلم التفسير، ويراد بمطلع البطن: حدة الذهن ولطفه واستقامة الفهم وسداده، مع نور الباطن وسكينة القلب، والله أعلم.