ومنها إخبار عن الأوضاع والأحداث الآتية، التي كلما ظهر منها شيء وفق ما جاء القرآن كان دليلا جديداً على إعجازه.
[إعجاز البلاغة العالية:]
ومن هذه الوجوه تلك الذروة السامقة من البلاغة القرآنية التي تعلو على قدرة البشر وتخرج عن طوقه، ونحن إذ نشأنا بعد العرب الأولين لا نستطيع أن نصل إلى كنه هذه البلاغة وحقيقتها، إلا أن القدر الذي نعلمه هو أن استعمال الكلمات والتراكيب العذبة الجزلة التي وردت في القرآن الكريم بما تمتاز به من لطف وجمال وعدم كلفة وصنعة لا نجد شيئاً منها في أي قصيدة من قصائد المتقدمين والمتأخرين، وهذا أمر ذوقي لا يدركه كما ينبغي إلا المهرة المفلقون من الشعراء، وليس في وسع العامة أن يتذوقوه.
ومن العلوم كذلك أن القرآن الكريم في موضوع التذكير بآلاء الله وأيامه، والجدل، يكسو المعاني المتقاربة في كل موضع لباساً جديداً حسب أسلوب السورة التي تعرض فيها في جمال وطرافة لا تستطيع أن تتطاول إليها أعناق البشر.