من الشرك والبدع والخرافات، وتمكن منهم التحريف والتشبيه، وتغلغل في نفوسهم حتى لم تبق بحكم ما جاء في الحديث الصحيح "لتتبعن سنن من كان قبلكم، إلخ" بلية من البلايا ولا فتنة من الفتن إلا وطائفة من طوائف المسلمين - اسماً - تخوض فيها وتعلق بها، عافانا الله سبحانه عن ذلك.
وبالجملة فإن رحمة الله تعالى - اقتضت بعثة سيد الأنبياء محمد بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه - في الجزيرة العربية، وأمره بإقامة الملة الحنيفية، ومجادلة هؤلاء الفرق الباطلة عن طريق القرآن العظيم، وقد كان الاستدلال في مجادلتهم بالمسلمات التي هي بقايا الملة الإبراهيمية، ليتحقق إلزام ويقع الإفحام.
[الجدل القرآني مع المشتركين:]
لقد رد الله - تعالى - على المشركين ومعتقداتهم الباطلة بشتى الطرق، وبيانها كما يلي.
١ - أولا: مطالبتهم بالدليل على ما يزعمون، ونقض تمسكهم بتقليد آبائهم.
٢ - ثانياً: إثبات أن لا تساوي بين الرب والعباد وأن الرب - تعالى - مختص باستحقاق أقصى غاية التعظيم بخلاف جميع عباده وجمع مخلوقاته.