لها الجزئيات، فينشدونه في نواديهم ومحافلهم ويشيعون فيها العذوبة، والمتعة، ويشعلون فيها الحرارة.
العقل ينظر إلى القدر المشترك، والذوق ينظر إلى الحلاوة الخالصة:
ونحن - عندما - ننظر هذه الخلافات ونتأمل فيها لا نخرج بنتيجة إلا أن القدر المشترك بينها هو التوافق التقريبي، لا غير، والعقل ينظر إلى هذه الحقيقة الإجمالية، والقدر المشترك، ولا هم له في التفاصيل، والذوق السليم يحب العذوبة الخالصة ولا علاقة له بالبحر الطويل أو المديد.
مراعاة القرآن الكريم لهذا الذوق الإجمالي المشترك:
وحينما شاء الله - جلت قدرته - أن يخاطب هذا الإنسان المصنوع من قبضة من طين (شاءت قدرته ورحمته) أن يراعي هذا الحسن الإجمالي والجمال المشترك، لا تلك القواعد المصطلحة التي يأخذها شعب، وتميل إليها جماعة دون أخرى. وحين شاءت حكمة الملك القدوس - عز شأنه - أن يخاطب الناس على قدر كلامهم، كان منه أن ضبط هذه الأصل البسيط والسر المشترك في كلامه. لا تلك القوانين والضوابط التي تتغير حسب تغير الذوق والعصر، والتي لا تستقر على حال واحد.
مراعاة القوانين الاصطلاحية دليل على العجز والجهل والقرآن منهما بريئ: