وإن كنت تحب أن تشاهد نموذجاً لهؤلاء المنافقين فاشهد في مجالس الأمراء، أصحابهم وندماءهم الذين يؤثرون رضا أمرائهم على رضا الله - تعالى - ولا فرق إطلاقاً بين المنافقين الذين سمعوا أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - مباشرة ثم نافقوا وبين هؤلاء المنافقين الآن الذين يطلعون على أحكام الشريعة الإسلامية بالوسائط اليقينية القاطعة ثم يخالفونها وينحرفون عنها.
نفاق المناطقة والفلاسفة:
كذلك طائفة المناطقة والفلاسفة الذين بذرت في قلوبهم بذور الشكوك وتمكنت منهم كثير من الشبهات، ونسوا الدار الآخرة، هم أيضاً من المنافقين من دون شك.
القرآن كتاب كل عصر:
وعل كل، فإنه لا ينبغي أن يظن عند تلاوة القرآن الكريم، أن جداله ومحاجته كانا مع أناس قد انتهوا وانقضوا، كلا، بل إنه بحكم ما جاء في الحديث:"لتتبعن سنن من كان قبلكم إلخ".
ليست هنا من فتنة كانت في عهد الرسالة - صلى الله على صاحبها وسلم - إلا ولها نماذج وأمثلة في عصرنا هذا، ولذلك