للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يستوف جميع الشروط في النظم اعتمادًا على المثال فقال:

٣١١-

ينصب تالي الواو مفعولا معه ... في نحو سيري والطريق مسرعة

"فإن قلت: فقد قالوا: ما أن وزيدًا؟ و: كيف أنت وزيدًا؟ " بنصب "زيدا" فيهما ولم يتقدم فعل ولا اسم فيه معنى الفعل وحروفه. "قلت: أكثرهم يرفع بالعطف على" "أنت" ولا إشكال فيه، "والذين نصبوا قدروا الضمير" وهو "أنت" "فاعلان بمحذوف لا مبتدأ"، واسم الاستفهام قبله خبره ويتعين ذلك في الثاني دون الأول "والأصل: ما تكون؟ وكيف تصنع؟ " ففي "تكون" و"تصنع" ضمير مستتر وجوبًا مرفوع على الفاعلية "فلما حذف الفعل وحده" وهو "تكون" و"تصنع" "برز ضميره وانفصل" لتعذر اتصاله.

وقدره سيبويه١ من لفظ الكون في المثالين وقدره بالمضارع مع "كيف" وبالماضي مع "ما"، فقال الأصل: كيف تكون وزيدًا؟ وما كنت وزيدًا؟.

واختلف في تقديره ذلك هل هو مقصود له أم غير مقصود؟.

فزعم السيرافي أنه غير مقصود ولو عكس لجاز٢.

وزعم ابن ولاد أنه لا يجوز إلا ما قدره سيبويه٣ قال: وذلك أن "ما" دخلها معنى التحقير والإنكار، وليست سؤالا عن مسألة مجهولة، ولو كانت لمجرد الاستفهام لجاز فيها الماضي والمضارع، واختلف في "كان" المقدرة، فنص الفارسي وغيره٤ على أنها التامة، وعلى هذا فتكون "كيف" في موضع نصب على الحال، وأما "ما" فلا تكون حالًا. وزعم بعضهم أنها مخرجة عن أصلها للسؤال عن الحال.

والصحيح "أن "كان" ناقصة، "وكيف" و"ما" في محل نصب خبرها، والتقدير: على أي حال تكون، أو كنت مع زيد؟ وهو مذهب ابن خروف. وإلى هذه المسألة أشار الناظم بقوله:

٣١٣-

وبعد ما استفهام أو كيف نصب ... بفعل كون مضمر بعض العرب

"والناصب للمفعول معه ما سبقه من فعل أو شبهه"، وبه قال جمهور البصريين٥


١ الكتاب ١/ ٣٠٣.
٢ الارتشاف ٢/ ٢٨٩.
٣ الارتشاف ٢/ ٢٨٩، وهمع الهوامع ١/ ٢٢١.
٣ انظر المصدرين السابقين.
٥ انظر الإنصاف ١/ ١٢٤٨، المسألة رقم٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>