للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطائفة من الكوفيين، ثم اختلفوا فقال سيبويه١ والفارسي٢ وجماعة ٣: إنه كالمفعول به في المعنى، فمعنى "سرت والنيل": سرت بالنيل. وزعم الأخفش، وجماعة من الكوفيين أنه نصب على الظرفية، والواو مهيئة للظرفية، ونظروه بمسألة النصب بعد "إلا" فانتصب الاسم بعد الواو، كما انتصب بعد "إلا"٤. "لا" النصاب له "الواو، خلافًا للجرجاني" عبد القاهر٥، ورد بأن الواو لو كانت عاملة لاتصل بها إذا كان ضميرًا، كما في سائر الحروف الناصبة٦. وإلى هذين المذهبين أشار الناظم بقوله:

٣١٢-

بما من الفعل وشبهه سبق ... ذا النصب لا بالواو في القول الأحق

"ولا" الناصب له "الخلاف" أي: المخالفة "خلافًا للكوفيين٧" أي: أكثرهم، كما صرح به الموضح في شرح اللمحة، فإنهم ذهبوا إلى أن الناصب للمفعول معه معنوي، وهو مخالفة ما بعد الواو لما قبلها، كما ذهبوا إليه في نصب الظرف إذا وقع خبرًا عن المبتدأ، نحو "زيد عندك"؛ لأن ما بعد الواو لم يصلح أن يجري على ما قبله كـ"قام زيد وعمرو"، فمخالفته له في المعنى انتصب على الخلاف، ورد بأن الخلاف لو كان يقتضي النصب لجاز "ما قام زيد بل عمرًا" بنصب "عمرو"، وذلك لا يجوز "ولا" الناصب له فعل "محذوف" بعد الواو، "والتقدير" في "سرت والنيل" "سرت ولابست النيل، فيكون حينئذ مفعولًا به خلافًا للزجاج٨" ورده السيرافي بما يطول ذكره، وإنما قدر فعل الملابسة؛ لأنها أعم الأفعال، إذ لا يتحقق بدونها٩، ويؤخذ من قوله: والناصب للمفعول معه ما سبقه من فعل، أو شبهه، أن المفعول معه لا يتقدم على عامله، لا يقال: "والنيل سرت"١٠، ولا يتوسط نحو: "سار والنيل زيد"؛ لأن الواو عندهم


١ الكتاب ١/ ٢٩٧.
٢ الإيضاح العضدي ١/ ١٩٣.
٣ منهم ابن السراج، انظر كتابه الأصول ١/ ٢٠٩.
٤ انظر الارتشاف ٢/ ٢٨٦، وشرح المفصل ٢/ ٤٩.
٥ انظر شرح ابن الناظم ص٢٠٦، والتسهيل ص٩٩.
٦ انظر المصدرين السابقين.
٧ انظر شرح المفصل ٢/ ٤٩، والارتشاف ٢/ ٢٨٦، وهمع الهوامع ٢/ ٢٢٠.
٨ نظر شرح التسهيل ٢/ ٢٤٩، والارتشاف ٢/ ٢٨٦، وهمع الهوامع ١/ ٢٢٠.
٩ انظر الإنصاف ١/ ٢٤٨، المسألة رقم ٣٠.
١٠ انظر الأصول ١/ ٢١١، وشرح التسهيل ٢/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>