للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ال سَّ مَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ١ "النور: ٦٤"، كما فصل آخر المائدة في الأنعام بمثل ذلك٢، وكان البسط في الأنعام أكثر لطولها.

ثم أشار في هذه السورة إلى القرون المكذوبة وإهلاكهم٣، كما أشار في الأنعام إلى ذلك٤، ثم أوضح٥ هذه الإشارة في السورة التي تليها -وهي الشعراء- بالبسط التام، والتفصيل البالغ٦، كما أوضح تلك الإشارة التي في الأنعام وفصَّلها في سورة الأعراف التى تليها٧.

فكانت هاتان السورتان في المثاني، نظير تينك السورتين [الأنعام والأعراف] في الطوال، واتصالهما بآخر النور، نظير اتصال تلك بآخر المائدة، المشتملة على فصل القضاء٨.

ثم ظهر لي لطيفة أخرى؛ وهي: أنه إذا وقعت سورة مكية بعد سورة مدنية، افتتح أولها بالثناء على الله؛ كالأنعام بعد المائدة،


١ جميع هذه المعاني جاءت في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} إلى قوله: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} "٤٥-٦١".
٢ هذا التفصيل جاء في الأنعام مفرقًا في الآيات: "١٣، ١٨، ٥٩، ٦٠، ٦١، ٦٥، ٧٣، ٩٥، ٩٦، ٩٧، ٩٨، ٩٩".
٣ في المطبوعة: "وإهلاكم" خطأ.
٤ تفصيل أحوال القرون المكذوبة وإهلاكهم في الفرقان في قوله: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا} إلى {وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا} "٣٦-٣٩"، وفي الأنعام في قوله: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} "الأنعام: ١١".
٥ في المطبوعة: "أفصح عن"، والمثبت من "ظ".
٦ جاء ذلك في الآيات "٦٤-١٨٩"؛ حيث جاء عن قوم كل رسول تكذيبهم إياه، ووسيلة إهلاكهم.
٧ تفصيل أحوال القرون المكذبة جاء في الأعراف من قوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} إلى {فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون} "الأعراف: ٥٩-١٧٨".
٨ آخر المائدة: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} "١٢٠"، وهو يشتمل على فصل القضاء ضمنًا، وأول الأنعام: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} "الأنعام: ١" الآية.

<<  <   >  >>