للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علّنا نلقى خيالاً منكم ... بلذيذ الذكر وهناً علّنا (١)

لو حنا الدّهر علينا لقضى ... باجتماعٍ بكم بالمنحنى

لاح برقٌ موهناً من نحوكم ... فلعمري ما هنا العيش هنا

أنتم الأحباب نشكو بعدكم ... هل شكوتم بعدنا من بعدنا وله رحمه الله تعالى من قصيدة مطوّلة أوّلها (٢) :

لعلّ بشير الرّضى والقبول ... يعلّل بالوصل قلب الخليل وله أخرى أنشدها عند استقباله المدينة المشرفة، على صاحبها الصلاة وأتم السلام، وهي ثلاثة وثلاثون بيتاً من الغر، أوّلها:

أقول وآنست باللّيل نارا ... لعلّ سراج الهدى قد أنارا

وإلاّ فما بال أفق الدّجى ... كأنّ سنا البرق فيه استطارا

ونحن من الليل في حندسٍ ... فما باله قد تجلّى نهارا وكان أبو الحسين ابن جبير المترجم به قد نال بالأدب دنيا عريضة، ثم رفضها وزهد فيها.

وقال صاحب الملتمس في حقّه: الفقيه الكاب أبو الحسين ابن جبير، ممّن لقيته وجالسته كثراً ورويت عنه، وأصله من شاطبة، وكان أبوه أبو جعفر من كتّابها ورؤسائها، ذكره ابن اليسع في تاريخه، ونشأ أبو الحسين على طريقة أبيه، وتولّع بغرناطة، فسكن بها، قال: وممّا أنشدنيه لنفسه قوله:

أبا عمران قد خلّفت قلبي ... لديك وأنت أهلٌ للوديعه


(١) هذا البيت وما يليه من أبيات لم ترد في الذيل والتكملة.
(٢) وردت هذه القصيدة في الذيل والتكملة ٥: ٦٠٢ والإحاطة ٢: ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>