للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٠ - ومن الوافدين على الأندلس من المشرق الشيخ تاج الدين بن حمويه السرخسي (١) ، ولد سنة ٥٧٢، وقد ذكر في رحلته عجائب شاهدها بالمغرب ومشايخ لقيهم، فمنهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله الأنصاري، قال: سمعت عليه سنة سبع وتسعين وخمسمائة الحديث وشيئاً من تصانيف المغاربة، وروى لنا عن الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف ابن إبراهيم بن قرقول، وولي ابن حوط الله المذكور قضاء غرناطة، وأدرك ابن بشكوال وابن حبيش وابن حميد المرسي النحوي وأبا يزيد السهلي صاحب الروض وغيرهم. ومن الشيوخ الذين لقيهم السرخسي المذكور بالمغرب (٢) الفقيه ابن أبي تميم، قال: وأنشدني:

اسمع أخيّ نصيحتي ... والنصح من محض الديانه

لا تقربنّ إلى الشّها ... دة والوساطة والأمانه

تسلم من أن تعزى لزو ... رٍ أو فضولٍ أوخيانه وذكر أنه أدرك الشيخ الولي العارف بالله سيدي أبا العباس أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي صاحب الحالات والكرامات الظاهرة والطريقة الغربية والأحوال العجبية، قال: أدركته بمراكش سنة أربع وتسعين وخمسمائة وقد ناهز الثمانين، ومهما حصل عنده مال فرقه في الحال، وتركته في سنة ثمان وتسعين حياً يرزق، انتهى. وولي الله السبتي قد ذكرت في غير هذا الموضع بعض أحواله، فلتراجع في الباب الثامن من ترجمة لسان الدين ابن الخطيب، ومحله مقصود


(١) هو أبو أحمد عبد الله عمر بن محمد بن حمويه تاج الدين شيخ الشيوخ (- ٦٤٢) كان مفتنا في العلوم عارفا بالأصلين والفروع والترسل والتواريخ والهندسة والطب، وله كتاب المؤنس في أصول الأشياء، وأمال وتواريخ كثيرة، بقي في المغرب بعد وفاة يعقوب المنصور، وعاد إلى الشام سنة ٦٠٠ وحج سنة ٦٠٤، وكان نزها عفيفا شريف النفس. (راجع ترجمته في مرآة الزمان: ٧٤٨ - ٧٤٩ وذيل أبي شامة: ١٧٤ والشذرات: ٥: ٢١٤) .
(٢) الروض ... بالمغرب: سقطت هذه العبارة من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>